الفصل الحادي و العشرون

8.1K 182 2
                                    

الصدمة ألجمت لسانه حقاً ؛ هي تعترف بحبها له أم أنها مجرد تخيلات ؟ !

صمت دام لدقائق كان يفكر بهم إلي أن قال ببرود يُحسد عليه :
- و أية المشكلة أنك تحبيني ؟ !

معالم الصدمة و الألم باتت واضحة علي وجهها الجميل ، عقدت حاجبيها بألم ثم همست بإستنكار و قد تجمعت الدموع بمقلتيها :
- أية المشكلة أني بحبك ؟ !

تساقطت دموعها بغزارة و هي تصرخ بألم :
- المشكلة أنك مش بتحبني يا ليث !

نهضا في نفس الوقت ليقول حينها ليث بصرامة خفيفة :
- رُسـل...

قاطعته قائلة بضحك ممتزج بـ البكاء و هي تشيح بيدها و تبتعد عنه :
- رُسل أية بس ، رُسل بتموت في اليوم ألف مرة بسببك أنت ، رُسل طول عمرها محافظة علي نفسها و محافظة علي قلبها عشانك ، رُسل للأسف ساعة لما جت حبت حبتك أنت !

قالت جملتها الأخيرة بصراخ منهار و هي تهز رأسها ؛ أكملت بنحيب :
- أنت لية بتعمل فيا كدا ، أنا عملتلك أية وحش عشان تكسرني و تكسر قلبي و كرامتي كدا ، بس تعرف العيب مش عليك أنت العيب عليا أني حبيت واحد زيك مش عايش معانا ، عايش في الماضي..

أخذت نفس ثم قالت بضعف و بكاء أشد :
- كنت فاكرة أني ممكن أخليك تحبني ، أني ممكن أحرك الصخرة اللي بيسموها قلبك دي ، لكن معرفتش ، أنـ..أنا عارفة أنك متجوزني عشان أمي الله يرحمها و يمكن كمان غصب عشان طنط ناريمان حطتك قدام الأمر الواقع لكن صدقني أنا مليش ذنب ، أنا أه لساني طويل مبيسبش حد لكن أنا بنت ، بنت نفسها تحب و تتحب ، نفسها في واحد يدلعها ، يهتم يحب لكن كنت محافظة علي نفسي عشان جوزي ، مكنتش عايزة أستنزف مشاعري و أديها لشخص ملهوش تلاتين لازمه عشانه هو ، و للأسف يا ليث أتجوزتك و حبيتك بس بدون مقابل !

أردف بضياع :
- و مدام عارفة أني متعلق بواحدة تانية حبتيني لية يا رُسل ؟ !

صرخت ببكاء :
- مليش سلطان علي قلبي يا أخي غلطت و أنا بعترف أني غلطت عشان حبيتك يا ليث !

زفر بأختناق و هو ينظر للبحر لتقبض الأخري علي كفي يديها و هي تقول بصوت ضعيف :
- طلقني يا ليث !

ألتفت لها مطالعاً إياه بحدة و صدمة ، يريد أن ينطق ، يريد أن يقول لها أنه لن يستطيع العيش دونها ، دون جنونها و مرحها و حركتها ، يريد أن يقول أنه كلما أقترب منها شخص من الجنس الأخر تأكل به الغيرة بل تحرقه ، لكن شئ يقيده ، شئ يعقد لسانه..!

دقائق من الصمت لم يقطعها شوي شهقاتها الباكية تلاها قول ليث الصارم :
- ماشي يا رُسل ، أول ما نرجع القاهرة هنطلق !

أومأت له بضعف ثم أرجعت شعرها للخلف و هي تقول :
- تمام !

تحركت بعيداً عنه و هي تزرف دموعها بسخاء ، حركت بؤبؤيها حولها و هي تضم شفتيها لبعضهما حتي لا تنفجر في البكاء أكثر ؛ حينها لن تستطيع الصمود و ستنهار..!

معشوقة الليث حيث تعيش القصص. اكتشف الآن