8

76 13 14
                                    

Vote & comment 💫

نجحت خطةُ إيڤار ووصلوا لبر الأمان .

لكنها نجحت بأكبرِ الخسائر ، حرفياً .

وصلوا لبر الأمان حيث سيختبئون إلى وقتٍ غير معلوم .

لعلهم ..
يبقونَ على قيد الحياة ، جسداً فـ روحهم ماتت مُذ أوّل خبر .

الأيام تدعسُ على أرواحهم وهي تمشي فـ مامن بشريّ سيستطيعُ تحملَ كل هذا .

رمى إيڤار الامتعةُ من يديهِ المحمرة ، كان أول من وصل ثم بليك والفتاتين .

الصمت يخيم على المكان فلا أحد يقوى على الكلام ، ولا أحد له رغبة بالحديث أو فعل أي شيء .

كانوا يريدونَ الجلوسَ والتحديق بالفراغ ، لعلهم يستطيعونَ تصديقَ ماحدث فقط .

بقيَ واقفاً بينما جلسوا بهدوء .
نظرَ للفراغ .. لم يكن يُفكر بأي شيء حرفياً ، فقط يريد إعطاء نفسه وقتاً كي يستوعبُ مايحدث .

حدقت مارني بظهرهِ بأسى وجفلت عندما التفت ونظرَ لها بفتور
" سنخيم اليوم .. وسأرى ما الذي سنفعلهُ غداً "
استقام بليك وبدأَ بمساعدة إيڤار بنصب الخيمة ، كفكف عن ساعديهِ وإيڤار وضعَ لُفافة تبغ بين شفتيه .

حتى انتهوا وجلسوا أمامَ النار التي كانت تضيء المكان وصوت الأزّ فقط ما كان يُسمع .

النار تأكُل الحطب كما نارُ الشوقِ والألم تأكلُ صدورهم ، فجأة الوجع صارَ ينتهكُ أجسادهم وعقلهم في حالةٍ يُرثى لها .

لايعلمون على من يبكون بالضبط هل هُناك أسوأ من هكذا شُعور ! .

على من وعلى من ، زورن وليونارد ؟ أم كاترين وليا وسيلڤر ؟ أم على عمّتهم وبناتها ؟ على الصغيرة التي مارأت الحياة بعد ماتت وقلبُها ينبضُ بـ لُطف وعلى محياها ابتسامةُ طفوليّة ، لاتعلم إلى أين ستذهب .

أم على السيد هيمدال الذي كان من خيرة الرجال وأكثر من دعمهم في حياتهم ، الذي ضحّى بحياتهِ لأجلهم .

جلست مارني بجواره ثم نظرت له ، حدقت بهِ مُطولاً ولكنهُ لم ينتبه لجلوسها حتى فـ قد كانَ شارداً بالنار التي انعكسَ توهجها على وجهه فـ برق شعرُه .

التفت لها فاتحدت مُقلتيهما لوهلة ..
خاصته الباهتة وخاصتها المتفاجئة حتى عادَ يحدق للنار فَ شعرت بالدموع تنسل من عينيها .

دخلت اشلي لخيمتها وبليك أيضاً ، فقد تعبا من الجلوس والتفكير والغصة ، لعلهم يجدون في النونِ مهرباً مما يحدث ، لعلهُ يكون كل ذاك حُلماً سينتهي ويزول ما إن يستيقظون .

قلعةُ القَمر | Moon Castel✔حيث تعيش القصص. اكتشف الآن