Vote & Comment 💫
" آسِفة ، حاولتُ منعَهُنّ كثيراً ، وقفتُ بوجههنّ ولكن لم يستمعنَ لي أبداً "
وضعت مارني الورقةَ في يده وخرجت من الغُرفة ودموعها تشق وجنتيها ضاربةً كتفَ أيان الذي دفعَ وجنتهُ بلسانهِ لعلهُ يتحكمُ بنفسه ولايذهبُ لمُعانقتها فجأة .
صارت ورقتها بين يديه ، تأملها لثانية لايستطيعُ استيعابَ مايحدث ، ما الذي يدورُ حوله ، هل قد جُن أم هو يُهلوس ؟ هل حقاً هذا يحدث الآن ؟
قرأَ ماعلى الورقة ثُمّ شعرَ أن قواهُ خارت للحظة فـ عادَ يجلسُ على سريره ، وكل غضبهِ تلاشى بثانية ، قبل ساعات كانت في الغُرفة ، تُعانقه ، تضحكُ وترتمي في حضنه ، فما الذي حدث ؟ ..
ماذا فعلتُ أنا ؟ .
تساءلَ بصدمة ، لمَ تركتهُ وذهبت ، لقد أظهرت حُباً لم تُظهرهُ من قبل فجأة ، ثم غادرت هكذا ؟ ببساطة ؟ بهذه السهولة ؟ تركتهُ ورحلت ؟ وهو الذي ظنّ أن الدُنيا ابتسمت لهُ وشائت أن يُصبح سعيداً من الآن وصاعداً ، الحقيقةُ أنها شائت أن تبدأَ التعاسة الآن .
" لقد جائت بنفسِها إلي ، ارتمت بحضني ولم تُمانع أياً مافعلتُه ، لتذهبَ بعدها تاركةً إيايَ بهذه الطريقة ، لماذا أُعاقبُ هكذا ، ما الذي فعلتهُ في حياتي "
لم يسمعهُ أيان ، وجيمس تلبكمَ ولم يعرف ماذا يقول ، حتى استقامَ هارولد غاضباً ، لمحا نظرتهُ المُهتاجة الحانقة
" لماذا بحق السماء !!!"
دوى صوتهُ في الغُرفة والجناحِ بأكمله تلا صوتهُ ضجيجُ تحطيمه لكُل ماكان أمامه ، كُل شيء تكسّر ک حالِ قلبه الذي تهشم بفضلها ، لم ترحم حالتهُ ولم تشفع لهُ كلمة ' أُحبكِ ' التي خرجت من فاهِه يوماً مُستهدفةً قلبها ، دمرتهُ ببضعِ دقائقَ كانت بجوارهِ في حضنهِ وبين ذراعيه ، قسى قلبُها فـ لم تكترث لما قد يحدثُ لهُ بعد ذلك .
في عقله كانت تتضاربُ أفكارهِ ومشاعرهِ والغضبُ والحنق يحتلّ جسده الثائِر الذي عجز الجميعُ عن تهدئته ، حتى جثى أرضاً فـ نغستهُ رُكبتيه بسببِ الزُجاج المُتناثر ، سمعَ الجميع تنفُسه الذي باتَ صعباً ، يلهثُ وكأنهُ ركضَ دهراً ، جعلَ جبهتهُ ضد الأرض ليلتقطَ أنفاسه ، فـ خرجَ الجميع وبقيَ أيان يُربتُ على كتفه لعلهُ يهدء
رفعُ جذعهُ وواجهَ أيان ، نظراتهُ عادت هادئة ، فاترة ، ناعسة ، حادّة ، كما كانت دائِماً ، شحبَ وجهه وبعضُ خصلاتهِ ابتلت بفعلِ العرق بعد أن ثارَ غاضِباً ، عادَ كئيباً مُتململاً
" لم أكترث يوماً لما يحدثُ لي ، لم أكن حياً ، لكنها جائت أعطتني الحياة ثُم قتلتني بيدها ، ألا ترى أنها قاسية ؟"
أنت تقرأ
قلعةُ القَمر | Moon Castel✔
Romansaوكم رغبتُ في عودي لسابقِ عَيْشي ، لدفء الأهل ، لضحَكاتٍ تنبع من صميم الخافِق ، كم تمنيتُ عودَ قصّتي لِمَجراها ولكنْ .. أينَ المَفر ! . " لن أسْمحَ لأيّ شيءٍ أن يُبعدكِ عن ناظِرايَ يا اشْلي ، حتّى المَوت !". Started : 29 / 8 / 2020 . Finished : 22...