ذِكْـرَيَـاتْ||Memories

821 91 36
                                    


...

"أخيرا أصبح مكانا صالحا للسّكن!"

قلتها ثمّ جلست على الأريكة و أنا أمعن النّظر في المكان.... لقد كان قبل لحظات ساحة حرب....و الآن بعد التّنظيف أستطيع أن أسمّيه "غرفتي"..

أمسكت القرص الخاصّ بٱللّعبة لتحتلّ بعدها الذّكريات تفكيري...

أغمضت عينيّ و أنا أبتسم بٱتّساع....لأرى نفس الفتاة من المرّة السّابقة...لكنّها الآن أكبر..و أجمل..إلّا أنّ ملامح الحزن تطغى عليها..

تجلس وحيدة في إحدى زوايا الكافيتيريا...مرّ من أمامها فتى في ٱلثّالثة عشر من العمر...أي في نفس عمرها...

كان ذو عينين زمرّديّتين تستطيع أن تغوص في تفاصيلهما التي ستأخذك لعالم آخر...
و ما زاده جمالا شعره البنّيّ الذي يدفع في النفس موجات من الدفئ...

لقد عرفت هذه الملامح...إنّها لإيرين..!...

هذه كانت المرّة الأولى الّتي أراه فيها...و الّتي أيقنت بعدها أنّني لن أستطيع التّقرّب منه...

فقد أصبح شعبيّا منذ أوّل يوم دراسيّ له...لا أنكر أنّه يستحقّ شعبيّته...فمرحه و مظهره فقط يكفيان ناهيك عن شجاعته...

تقدّمت بخطواتي لتلك الفتاة...الّذي تكون أنا....و لكن قبل وصولي لها تلاشى كلّ شيء لأرى نفس الطّفلين يجلسان في غرفة وحدهما...

أليس هذا هو اليوم الّذي تحدّثت فيه لإيرين أوّل مرّة؟...

من صور الأجنحة التي تملأ الغرفة عرفت أنّه هو...إنّها غرفته...
هذا هو اليوم الّذي أتينا فيه لزيارة الخالة كارلا...الّتي تكون من أعزّ صديقات أمّي...و ٱلّتي بالصّدفة انتقلت حديثا لتقطن في نفس حيّنا...


إنتبهت للطّفلين حينما تكلّم إيرين الصغير جاذبا إنتباه الفتاة ذات
الشّعر الفاحم أمامه....

" إذا....ما إسمك؟.."

أطلقت قهقهة خفيفة إثر رؤيتي لملامح الطّفل الخائفة...

" ه..هل أنا مخيف..؟"

تأفأف الصّغير حينما لم تجبه...و أصبح يمشي أمامها ذهابا و إيّابا..و هو يفكّر...
مظهره يبدو مضحكا...

"توقّف..! لقد جعلتني أشعر بالدّوار..!"

قالتها الطّفلة بإنفعال ليتجمّد الواقف أمامها.. و سرعان ما خرج من جموده ليبتسم بٱتّساع و ينطق بعدها

Philophobia || Eremikaحيث تعيش القصص. اكتشف الآن