حَـنِـيـنٌ||Hiraith

801 92 153
                                    

عـلّقـوا بـين الفـقراتِ.. هـذا يُـحفّزنـي عـلى الكتابة.. ^^✨

...

تنـظُر تلكَ ٱلسّيّدةُ الّتي فِـي منتصفِ العـمرِ لسقـفِ غرفةِ نـومِها الّذي تزيّنه رسـومـاتٌ لآلهـةِ إغريقـيّـةٍ متقنةٌ دالّةً عـلى ثراءِ أصحـابِ ٱلمـنزِلِ..

تتمدّدُ على سريرهَـا مُغطّاةً بالحـريرِ بينما عينَـاها الرّمـاديّةُ تبدو مـيّتةً.. هي على هـذا الحـالِ منذُ أن ذهـبَ زوجهـا للٱستحمـامِ.. لم تتحرّك.. و لـم تنبس بأيّ شيءٍ..

أطلقت تنهيدةً تعبّر على ضيقها من هذا الحالِ الّذي وصلت له.. ثمَّ مدّت يدها المـزيّنةَ بخاتمِ زفافٍ ألمـاسيٍّ.. أمسكت ثـوبَ ٱلنّومِ خاصّتها لـتنهض من على السّريرِ و تلبسهُ مباشرةً سـاترةٌ عُـريَّ جسدهَـا ٱلمـزيّنِ بعلامـاتٍ حـمراءَ..

أغلقت الحـزامَ قبل أن تعيد خصلاتها الفاحـمةَ الطّويلةَ للوراءِ ثمّ تتقدّم ببطئ مـن ٱلشّرفةِ المطلّةِ عـلى حديقةِ المنزلِ.. الأشبهِ بقصورِ العصرِ ٱلـڤيكـتوري..

أطلقت تنهيدةً أخرى و هي تنظرُ للأسفلِ ببرودٍ.. فقط لـو أنّها تمتلكُ الجرأةَ و الشّجاعةَ الكـافيةَ لقفزت و خلّصـت نفسها من هذهِ ٱلحـياةِ الّتِي تعيشهَـا..

و حينمَا ٱنشغلَ تفكيرها قـليلًا عـنهُ.. تسلّلت لعقلها ذكريـاتُها سابقًا.. حاولت جاهدةً أن تنساها و تنـسى تعلّقهَا بها.. لكن لا جـدوى من الأمـرِ.. فمهما كذبت عليها..أو خدعت نفسهَـا كي تصدّق بأنّها طردتها من حياتها هي لا تقدرُ..

إنّهـا قطعةٌ منها في النّهـايةِ...

ٱرتعد جسدها كاملا حينما شعرت بلمستِه على بشرتها.. لم تشعر به حينما تقدّم منها.. و سرعانَ ما أبعد خصلاتها للجانِب و دفن وجهه في عنقها من الخلفِ مستنشقا رائحتهَا في حـينِ أنّ يده الأخرى تسلّلت لخصرها محيطةً إيّاهُ..

"..حـبيبـتِـي مِـيسـا.. هل تشعرين بتحسّنٍ..؟.."

إكتفت هي بالإيمـاءِ لـه بضعفٍ ليشدّ على خصرها بوتيرةٍ أقوَى جاعلا من تأوّه متألّم يخرج من ثغرها.. مواصلا همسهُ ..

"..أعـتذر... لقد كـنتُ قاسيا معكِ قليلا.. لـكن.. لـم أقاومـكِ.. أنـتِ تغفرين لِـي صحيحٌ..؟.."

شدّت على قبضتها بغضبٍ عارمٍ .. كم تودّ في هذهِ ٱللحـظةِ أن تدفعه و تتخلّص منه.. لكن عليها التّحمّل.. فقط لأجـلهَـا..

"..صحـيحٌ... كـينِـي.."

••

Philophobia || Eremikaحيث تعيش القصص. اكتشف الآن