...
في مكان بعيد نسبيّا عن صخب المدينة..
يجلس ذاك الشّاب بينما يعقد حواجبه سامحا للعبوس بالطّغيان على ملامحه..
يميل بجذعه على تلك الصّخرة الصّلبة المتموضعة أمام البحر..بينما يرمي فيه بعض الحصى من حين لآخر محدثة صوتا خفيفا اثر اصتدامها بالماء..
إختلط ظلام المكان بملامحه العابسة ليتشكّل مظهره الأنيق مع ذلك الزيّ الرّسمي الّذي يرتديه..
كان يشعر بالسّكينة في هذا المكان..
فبعد كلّ شيء لازال صوت الأمواج الخفيفة الّتي تتضارب فيما بينها..و ضوء القمر السّاطع يخفّف من توتّره..
و لوهلة.. ظهر شبح إبتسامة على محياه حينما إستحضر ذكرى قديمة له في هذا المكان..
لكن بعدها إبتلع غصّته..آخر ما يريده الآن هو البكاء..
لينظر للسّماء الّتي يزيّنها القمر و ينطق كأنّه يحدّثها.."..أنا لا يمكنني أن أحتمل أكثر...مارسيل.."
"..النّجدة..!
أمن أحد هنا..؟!.."قاطع خلوته صوت أنثويّ إستنتج أنّه قادم من مسافة ليست ببعيدة..
لم يفكّر مرّتين قبل أن ينتفض و يركض متّبعا الصّوت العالي لعلّه يرشده لمصدره..
لمح أخيرا فتاة تفترش رمال الشّاطئ بينما تمسك بقدمها و الألم باد عليها..
ليدرك أنّها من كانت تصرخ منذ قليل..لكن ما جعل الصّدمة تحتلّه رؤيته لرجلين بمظهر فوضوي يركضان نحوها..
بينما يمسك أحدهما قارورة زجاجيّة و يرتشف منها كلّ لحظة..
تبيّن الآن له كلّ شيء..
فالرّجلان من مظهرهما و الحمرة الطّاغية على وجه كلّ واحد منهما تعرف أنّهما ثملان..ناهيك عن القارورة..الّتي و بلا شكّ هي قارورة نبيذ..
أثار هذا المشهد غضبه..
فذكريات تلك الليلة المشابهة لهذه انهملت عليه..و كونه شخصا عصبيّا حتّى في حياته اليوميّة..
اتّجه مباشرة نحوهما و صبّ جامّ غضبه في لكمة لأحدهما طرحته أرضا..
و لم يتوانى طبعا عن إعطاء الآخر حقّه من الضّرب..
حاولا في البداية التّصدّي له لكنّهما سرعان ما فقدا الوعي بسبب قوّته أوّلا..
و كونهما تحت تأثير الكحول ثانيا..
أنت تقرأ
Philophobia || Eremika
Fanfictionفيلوفوبيا... الخوف من الوقوع في الحب... ... ميكاسا مراهقة انطوائية لأبعد الحدود.. ينتقل صديق طفولتها الوحيد " إريـن " لمدينة اخرى لتلحق به و تجد نفسها في صراع بين مشاعرها نحوه و بين رفضه و انكاره لهذه المشاعر متحجّ...