كرجل يشق طريقا وعرا في منتصف الصحراء..سار عدنان من محل والده إلى بيت ميادة..يجر حملا ثقيلا من الندم..كان لا يستقر ببصره على شخص أو مكان..ينظر في كل الإتجاهات و بدا مرتبكا متوترا..كمجرم مقدم على دفن ضحيته..عندما وصل إلى باب البيت دقه مرتين و ثم تنهد و إستقام في وقفته..حتى نزلت ميادة لتفتح له الباب.
"صباح الخير" يقول ذلك و ثم يبتسم.
"صباح الخير عدنان كيف حالك!"
"بخير و أنت!"
"حسنا..يمكن أن اكون أسوء من هذا"
"تفضلي سروال والدك"
تمسك ميادة الكيس لتلامس يد عدنان فيسحب يده بسرعة..تلقي نظرة إلى داخل الكيس و تقول "سلمت يداك كم ثمنها؟"
"على حساب المحل"
"لا تقلق بشأني أنا أملك ما أدفع به..كم الثمن"
"قلت أنه على حساب المحل" يقول ذلك ثم يدير ظهره ليعود أدراجه.
"مابالك؟" فيلتفت إليها.
"ماذا؟"
"متوتر..خائف..و تعاملني ببرود تام..لا أحد يعلم ما حصل بيننا البارحة بخلافنا أنا و أنت..توقف عن هذا..أنت تثير الشكوك"
"تركت لك شيئا داخل الكيس" يقول ذلك و ثم يواصل سيره..
تصعد ميادة بسرعة إلى الغرفة..لم يكن فيها أحد سواها فإخوتها بالمدرسة و والدتها بالعمل و إنصرف والدها للجلوس قليلا في مقهى عادل..
تفرغ محتوى الكيس على السرير..و بخلاف سراويل والدها..كان هناك ربطة شعر حمراء طرز عليها إسمها بخيط أسود و معها رسالة..إبتسمت ميادة ووضعت ربطة الشعر بمعصمها..ثم فتحت الرسالة..و قرأتها بصوت خافت.
"لقد رأيتك البارحة ترفعين شعرك مستخدمة قلم الرصاص..ذلك جميل و مثير و لكن..أعتقد أن ربطة الشعر هاته ستبدو عليك أجمل..طرزت عليها إسمك..لقد خرجت من المحل متأخرا كي اتمكن من فعل ذلك..أتمنى أن تعجبك..و لكن هذا ليس كل شيء..أرجو منك أن تخففي التواصل معي قليلا..حتى أجد حلا..عواقب ما فعلناه ستكون وخيمة..لذا لا تكلميني حتى أكلمك..دعيني أفكر في حل ما"
بعد أن أحرقت ميادة الرسالة..نفذت ما طلبه عدنان منها..ظلت بعيدة عنه..تنتظر أن يبادر بالقدوم إليها أولا لكنه لم يفعل!..لم يعد يظل مطولا بالمحل و أصدقاؤه المقربون الذين أخبرهم بحيثيات قصته مع ميادة..باتو الآن يعطونه النصائح عن الكيفية الصحيحة للتصرف..بل كانت أقرب إلى الأوامر منها إلى النصائح..طلبو منه أن يبتعد كليا عن ميادة..و أن ينفي علاقته بها من الأصل..فهو شاب محترم متخرج حديثا و عليه ان يحافظ على سمعته نظيفة..كي يجد وظيفة و يكون أسرة دون مشاكل..و كيف سيعلم الآخرون أنه كان على علاقة بها؟ لا أدلة على ذلك لم يكن يومها معه أحد بخلافها..و طبعا لا أحد سيصدقها..من سيكذب عدنان المحترم الخلوق ليصدق إمرأة! ضلع أعوج! تلتبس عليها الأمور و تفكر بالعاطفة لا العقل! هكذا قالو.
أنت تقرأ
سم الإبرة
Короткий рассказحكم عليها الناس بأنها شيطانة. و فرضت عليها الظروف أن تكون عاهرة. لكن هل ستتصرف وفق ذلك!!