الحقيقة

967 75 14
                                    

لقد كان البيت هادئا..يغرق في صمت غريب..ناهد قد أعادت نور إلى بيتهم و هي الآن في غرفتها..تحزن بشأن ذلك..كان البيت مرتبا و نظيفا..و لكن لسبب ما بدى مهجورا و باردا..و إخترق ذلك الصمت طرق بطيء الإيقاع على الباب..يأبى أن يتوقف..طرقة تلو الأخرى..بلحن ممل جدا و بطيء..رمت ميادة حقيبتها اليدوية على الكنبة..و حملت بدنها المثقل بالهموم لتنزل إلى الطابق الأرضي و تفتح الباب لترى من الطارق.

لقد كان رجلا جسيما..و رغم أنه يغطي وجهه بالنظارات الشمسية و كمامة سوداء..إلا انه بدى مألوفا..و جعل بدنها يقشعر فور سماعها صوته و هو يلقي التحية.

سألته مترددة خائفة "الثعلب؟"

فنزع عنه الكمامة و أغلق الباب بسرعة.."لن تطول زيارتي لأكثر من عشر دقائق"

لقد خشيت أنه جاء ليأنبها أو يعاقبها بما انها طلبت من أحد افراد العصابة ألا وهو الوشق..بأن يؤدي مهمة من أجلها..فعادت للوراء ترتعد..و قالت "ابنتي هنا..دعنا نفعل ذلك في مكان آخر"

"نفعل ماذا؟"

"لا أدري..ما سبب زيارتك؟"

"سبب زيارتي هو هذا.." أخرج من جيبه ظرفا مليئا بالمال و رماه إليها لتلتقطه.

لم تفهم لماذا اعطاها ذلك المال..صمتت لفترة و ثم قالت "أعتذر و لكنني توقفت عن هذا العمل اليوم..لقد تخلصت للتو من آخر زبائني"

فإبتسم وقال "أقول لك أنني سأبقى هنا لعشرة دقائق فتقولين لي هذا! ما كنت لأمنح نفسي عشر دقائق لو أتيت لذلك الغرض فأنا لست احد زبائنك العجائز كما تعلمين"

"لأي غرض هذا المال إذا؟"

"قد مات الزعيم..مات هذا الصباح..الغريب أنك كنت مذكورة في وصيته..قال أنك تدينين له بهذا"

"أنا؟"

"عجبا!..لديك تأثير غريب على الناس..انت قادرة على البقاء في ذاكرتهم لأطول فترة ممكنة..قادرة على التأثير في حياتهم بشكل رهيب..كيف تفعلين هذا؟"

"لا أفهم ما يجري أيها الثعلب..انا متأكدة بأنه دفع لي من قبل"

"لعل ذلك الخرف كان يعتبرك أرملته أو شيئا من هذا القبيل!..لذا ترك لك نصيبا من الميراث..أو ربما أحبك بصدق فقد كنت تحت رعايتنا منذ أول مرة قرر أن يطأ فيها بيتك قبل أربعة سنوات و حتى اليوم"

"حسبت أنك هنا لتحاسبني!"

"بشأن الوشق؟ لا عليك..و لكنه كان آخر معروف نسديه لك..للعصابة الآن زعيم جديد..زعيم لا يكن لك أي مشاعر"

تصمت قليلا لتسأله "أنت؟!"

"أجل..يفترض بأن الدب القطبي هو التالي في الترتيب لكن عثر عليه جثة هامدة قبل أيام..قتل في ظروف غامضة و بهذا أنا التالي"

"ظروف غامضة ها؟"

يبتسم بخبث ليرد"كالصدفة البحتة التي جعلت أسطوانة الغاز تنفجر في دكان احمد الفكهاني"

سم الإبرةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن