آخر مشهد من الكابوس

1.2K 92 46
                                    

قد يتوقع أحدهم أن حدثا مثل ذلك سيكون صادما و مخيفا..لكنه في الواقع فاق ذلك بأضعاف..بالنسبة لأولئك الأشخاص البسطاء الذين كانو يعملون تحت إمرة علاء..لم يتوقعو أن هناك سلطة تفوق سلطته و طغيانا يفوق طغيانه..ذلك الرجل الذي كان يعاملهم كالبهائم ولا يشفق على حالهم و مستعد للتخلص منهم عند أتفه خطأ..قد قتل بطعنة واحدة فقط..سقط من فوره بعد أن شق السكين صدره و إنتهى.

سقطت ميادة أرضا و هي تشاهد ذلك..و أخذ جسدها يرتعد و شعرت ببرد شديد في اطرافها..لم تقوى على الحركة و الحديث و كانت تنتظر من الرجل الغريب أن يقترب منها لينهي أمرها هي الأخرى..لكنه أغلق الباب و سحب كرسيا ليجلس..ثم أخرج قماشة يمسح بها سكينه و بعد أن نظفها أعادها إلى جيبه و أخرج سيجارة يدخنها..لينظر لميادة بعدها و يقول "لا تخافي لست هنا من أجلك..أنا هنا من أجله هو"

ينظر إليه بإزدراء بينما هو ملقا على الأرض ليواصل "لقد كان رجلا جسيما بعينان زرقاوان..يعاني من الديون الكثيرة و مهدد بالحبس..أشفق عليه الزعيم و سمح له بالإنضمام لنا..أسميناه الحوت الازرق و لأنه كان مرعبا و قويا وليناه على هاته المنطقة..و هذا ما يحصل عندما تضعين ثقتك بحثالة..يخونك" يسحب نفسا آخر من سيجارته ليردف قائلا "أتدرين ماذا فعل؟" تصمت ميادة ولا تجيب.

"تحدثي إلي لا تخافي..ماذا فعل؟"

"لا أعلم..كنت أعمل بالتنظيف و الآن انا أعمل ك..ك"

"كعاهرة؟ أجل ذلك جزء بسيط من الخيانة فنحن في الواقع لا نعمل بمجال الدعارة بالمطلق..نجده دنيئا و قادته جبناء..مال سهل جدا..لا يعمل الرجال الحقيقيون في هكذا مجال"

"هل ستقتلني أيضا؟ أقسم أنني لم أكن أعلم"

يضحك ليرد "أدري..أدري..في الواقع أنا هنا لأنقذ حياتك لو كنت تعلمين لما خفتي هكذا!..لكن الخوف جيد لا بأس بالخوف كشعور..الشخص الذي يهابني أتوصل معه دائما لإتفاق..أولئك الذين يكونون كالحوت الأزرق فقط هم من ينالون سكينا حادا يشق صدورهم أو يبقر بطونهم"

"كيف ستساعدني؟"

"الرئيس لا يعلم بشأنك..أو لنقل أنه لا يهتم..كل ما يهمه هو ان هذا الخسيس قد كان منذ فترة يسرق من السلعة ليبيعها بضعف ثمنها خارج مناطقنا و كان يعتقد أننا عندما صمتنا فإذا نحن لا نعلم..لكننا كنا نعطيه الفرص و لم يشأ أن يتوقف..بل ظل يتمادى..للدرجة التي أصبح فيها ينتفع بنفسه و يستخدم البيوت التي أعطيناه إياها لأغراض أخرى..كأن يوظف عاهرة و يجلب لها الزبائن!..يفترض بهذا المكان و الذي هو مكان عمل أن لا يعلم بشأنه الغرباء..لأن أشياء مهمة تحصل هنا كما تعلمين..لكنه يلفت الأنظار بتوظيفه عاهرة و يعتقد أن لا بأس بذلك مادام المجال الذي يحاول العمل به هو مجال مختلف عن الذي يعمل به الزعيم..لكن كما تعلمين لا يمكنك العبث مع ملك الغابة"

سم الإبرةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن