-لا بأس حقاً أخبرتك أن العمل سيساعدني على الانخراط بسرعة لذا لا تقلق بهذا الشأن
-انا آسفٌ حقاً لكنني حاولت اقناعهم بالعدول عن هذه الفكرة
-لا داعي للاعتذار او القلق، ايضاً لا تناقشهم كثيراً لئلا يتعمدوا ايذاءك اتفقنا؟
-سيكون لدي كل شهرٍ يومان عطلة، سأرسل لك جدولاً زمنياً
-فكرةٌ سديدة
قالت هذا واقفلت الخط وعادت نحو عملها مسرعةً وكان اليوم يقترب من الانتهاء بالفعل، لكنها خططت لتقديم طلبٍ بأخذ وردياتٍ حتى وقت متأخر، ليس لديها شيءٌ لتعود للمنزل مبكراً لذا لا بأس لو تأخرت بالعمل وهذا يعني ايضاً ضعف الراتب لانها ستعمل ورديتين، مناسب جداً.
قاطع تفكيره صوت اهتزاز هاتفه ليتفقجه فيجد رسالةً منها مفادها ( لا بأس ان بقينا على تواصلٍ حتى تعود الى المنزل اليس كذلك؟) (بالطبع) اجاب واقفل هاتفه مجدداً، بطريقةً كان مع قرار المدير بابعاده عنها فهو ذو مشاعرٍ متذبذبةٍ للغاية، فأحياناً شعر انه يود احتضانها بلطفٍ وأحياناً يشعر انه يريد انهاء حياتها بهذا الحضن، عجباً كيف له ان يكون بهذا التناقض شديد التباين!
(سأبداً غداً باخذ وردياتٍ حتى وقتٍ متأخر، اعتقد انه....) حتى لم يكمل الرسالة لانه قد ضغط زر الحظر قبل ان يتمها على الرغم من انها ليست طويلةً للغاية.
على الجانب الآخر لشاشة الهاتف تنتظر ان يرد على رسالتها ولكن ذلك لم يحدث فظنت انه نائم، زفرت انفاسها بقوةٍ واستحمت ثم خرجت تتمشى في الارجاء، دون وجهةٍ محددة، فقط قادتها قدماها نحو ذلك الجرف على الرغم من هبوط الليل بالفعل، ولكنها كانت شاردةً بالعبث بهاتفها تنتظر رسالةً ان تصل، وتنظر لاخبارٍ انتشرت عن مغنٍ آخر تحبه.