الفَصل الثَاني|| حَياه جَديده

130 10 0
                                    

في زِنزانَهِ الماضِ حيثُ عِشنا لِدهرٍ مُنهِك، أُسِرت آلامُنا. ذكرياتٌ تَختَرِقُ ذاكِرتنا كَسيفٍ حَاد، يُفتِكُ بِنا. نَشعُر في زاويةٍ ما أنَنا قَد ضِعنا، لا نَدري أينَ فقدنا أنفُسِنا! وفي النِهايه؛ نَتحلى بالصبرِ عَلى الرُغم مِن أننا عَلى شَفا الإنهيار.

كانَّ هَذا أنا، رَجُلٌ تُكَبِله قيودُ الماضِ، يَنتَظِرُ اليَّوم الَذي سَيتحَرر بِه كالطَير الحُر. بِداخِلي نيرانًا تَلتَهِمُ قَلبي، لَكِني لازِلتُ شامِخ. رُغم الجُزء المُنهار بي؛ إلا أنني بَنيتُ نَفسي بِنفسي، حَجرًا فالآخر.
أملك مِن الأملاك والأموال الطائِله ما يَدفع مَن حَولي في مُحاولةٍ للتَقرُب مِني؛ فأُفضِل أن أُبقي الجَميع بَعيدون عَن مَداري وَمَجرَتي.
و عَلى الرُغمِ مِن رَغبتي بِالإنعِزال؛ طلبتُ مِن أبي أن يَبحث عَن عَروسٍ مُناسِبةٍ لي.
في بِدايهِ الأمر عَبر أهل بَيتي عَن ذُهولِهم لِطَلبي هَذا فَجأه، هُم يَعِرفون حَق المِعرِفه أني لَستُ مِن ناصِري الزَواج! ولَكِن في النِهايه الكَلِمه النِهائيه تَعود لي.

أطلَعني بَعد فَتره وَجيزه عَن ابنة صديقه الَتي تَدرس في كُليهِ الطِب، ورَغبتهُ في زواجي مِنها؛ فَوافقت، و إرتَضيتُ بِها لِتحمِلُ كُنيتي.
عَلى كُلٍ، أنا لَستُ مُهتمًا بِها ولو لِنُزر. حَتى بَعد رؤيَتي لصورَتِها لَم تَفتِنني، عَلى غِرارِ خُصلاتِها البَنَفسجيه كأزهارِ اللافَندَر؛ َفقد راقَت لي بِشِده.
بَشرَتُها شاحِبه كالأشاهِر و عَيناها سوداوان كالقَمَرِ المُكَفهِر، قوامُ جَسَدَها مُثير للشَفقه، وكأن هُنالِك مَن يأكُل مِن لَحمِها؟! هي بِحاجه لِإعادة التعبِئه!
أفلَتُ صورتها مِن بينَ كفيّ، ورُحتُ أنتقي ملابِس مُريحه أستِعدادًا للنوم، وقَبلَ أن أُلقي بِجَسدي النَصبُ على سريري الذي يَنتَظِرني بتوقٍ، صدَحَ صوت أبي مِن خَلفَ بابِ غُرفتي.

"بيكهيوناه، ننتَظِرك لِتناولِ العشاء"

"لا أُريد"

فَتَح الباب ولوجًا للغُرفه بَعد أن وصِل ردي لمسامِعه، ويبدو أنه لَم يَستسغ ما سَمِعه فتعبيراتهُ خَيرُ دَليل.

"إلى مَتى سَتظَلُ هَكَذا، بُني؟!"

أعرَّب عَن حيرَّته وأستياءُه مِن تَصرفي في تَجاهَل السَيده بيون وأبنُها المُدلَّل.
إتخَذ مِن الرُقعه أمامي في السَرير مَجلسًا لَه، ثُم أستَأنَف.

"مَضى سَنَواتٍ عِده، ولَكِنك لَم تتخَطى غَضبَك مِنهُما حتى الأن!"

النَبره في كَلامِه كانت مُتعَجِبه الي دَرَجةٍ كبيره، كَيفَ لَهُ أن يَظُن أني مِن المُمكِن أن أتخلى عَن غَضبي بَعد كُلِ ما مررتُ بِه مِن إعياءٍ؟! وكأنهُ يَسأل الثَورَ أن يَكُفُ عَن هياجِه!!

Shackles| A Past's Sin حيث تعيش القصص. اكتشف الآن