الفَصل السادِس|| أنت

122 10 2
                                    

أنا رَجُلٌ مُكفَهِر، أذاقَتني الدُنيا ما فيها مِن مَراره العَّيش. ذكرياتي الآليمه لا تَنفك تجتاحُ عَقلي، ولازالَ قَلبي يَنزُفُ أثرَ تِلكَ النْدوب الغير قابِله للعِلاج. في فَترهِ طُفولتي، تَمنيتُ أن أعيشُ حياتٍ طَبيعيه كأيُّ طِفلٍ في ذاتِ سِني، تمَنيتُ لَو كُنتُ سَعيدًا، لطَالما كُنتُ تعيسً، مَنبوذًا مِن كُل مَن كانوا حَولي.
لَم يُحبني أحد ولَن يُحبني أحَد. كُنتُ أشبَه بالأسير المَحكوم عَليه بِقضاءِ عُمره في زِنزانَته، إذ قَضيتُ عَشرة سنوات مِن عُمري حَبيسٍ بَين أربَعة حَوائط. لَم تَكتَرِث والِدتي لأمري، هي أيضًا لَم تُحبني يَومًا. جَربتُ جُل الطُرق للتخَلص مِن آلامي؛ التَدخين، إقامه العَديد مِن العِلاقاتِ العابِره، إجتراعُ الخُمور بأنواعِها، لَكني لَم أستَطِع تخَطي الأمر. الظلامُ بِداخِلي سَيطَر عَليّ بالكامِل. رَغم قوتي وجَبروتي ظاهِريًا إلا أنني مَيتٌ في دواخَلي. أنا مُحَطم.

لَكِن، مُنذ دُخول تِلكَ الافَندر إلى حياتي وأنا أشعُر بأن هُنالكَ مَن يَهتمُ لأمري. يُقلِقني شُعور أنها واقِعه لي، لا يَجِبُ عَليها ذَلك فَعِلاقتنا غَير سَويه، إذا مَللتُها سأهجُرها. موافَقتي عَلى الزواجُ مِنها لَم يكُن سِوى لِهدَفٍ، فأنا لا أرغَبُ أن يَرِثني المُدلل بيون أو والِدته حَتى.
لَن يَحصُلا عَلى فَلسٍ مِما صَنعته. هي وريثَتي الواحِده والوَحيده.

ما أن سَقط بَصري عَلى الكَدمه التي تَعتلي جَبينها و أدركتُ أن عَمها هو السَبب، رُغمَ أنها لَم تَعتَرِف إلا أنَ دُموعِها كانَت خَيرِ دَليل. إندَفعتُ سَريعًا خَارِج بَيتي مُتجاهِلًا تَوسُلها ألا أرتَكِبُ فَعلًا شَنيعً بِه. قُدتُ سيارتي عَلى مُعَدل السُرعه الطَبيعي بَعدما سَيطرتُ عَلى غَضبي الذي أَثَر عَلى سُرعَتِها. كُلُ ما يَجتاحُ تَفكيري هو أَنني أنهالُ عَلى عَمها المَدعو كيم سونغمين بالضَربِ المُبرِح، لا أطيقُ الأنتِظار لِأُذيقه طَعمَ لَكماتي. مُذُ مُقابَلتي لَه للمرهِ الأولى، أيقَنتُ أنهُ يَومًا ما سَيكون لَه نَصيب فيها.

ظَهر ليّ المَنزِل حينَما إنعطَفتُ يَمينًا، ويالَسعادتي أنني وَصلت. تَرجلتُ بَعدما رَكنتُ سيارتي السَوداء جِوارِ البَيت وهَرعتُ نَحو الباب أضغطُ زِر الجَرسِ بِنفاذَ صَبرٍ حَتى فُتح الباب أخيرًا.

"مَن أنت؟!"

لَم يَكن عَمها مَن فَتح لي بَلّ رَجُلٍ أخر، في سِنٍ قَريب مِن عَمها، ومَخمورًا أيضًا!

"أينَ كيم سونغَمين؟!"

نَطقتُ بِخُشونه و عَيّناي تَحوم بَحثًا عَنه، إلتَفت الأخر يَدخُل بَينما يَسيرُ سَير بِتَرنح وينادي عَلى الأخَر.

"سونغميناه، أحَدهُم يَبحثُ عَنك"

أستبحتُ لِذاتي الوُلوج للبَيتِ، فَظهَر لي الحَقير وهو يَجلِسُ على مائِده ويُجاوِره أربعة أفراد يَتقامروا.

Shackles| A Past's Sin حيث تعيش القصص. اكتشف الآن