يُقال، لَيسَ كُل فَقيرٍ مُتسَوِل. و يَنطَبق عَليّ هَذا؛ فمَا كُنتُ يَومًا مُتسولةٍ للحُب، رُغم الفَقرَ العاطِفي الَذي عانَيته.
وَلكِن مُذُ أن وَلَجَ نَيزَكهُ إلى مَداري، وأنا أتعَطَش إلى هَمسةِ مَديحٍ فَقيره مِنه، تواقهٌ لِلمسهٍ نَقيه مَصحوبه بِكلِماتِ الغَزل الَتي سَيقَع عَليّ أثَرِها كالخَمرِ المُسكِر، وإن كانَ مُضِرٍ لِصَحتي؛ سأجتِرعُ مِنهُ الإهتِمام حَد الإنتِشاء.قَبضت يَدهُ المُتسلِحه بالغِوايه عَلى خَصري، فَتَفرَغ وِجدي مِن الخَفقاتِ؛ وكأنَهُ نَسى كَيف يَنبُض! تَجرد مِن سُبل الخَجل؛ إذ جَذبني لَه حَتى الإلتِحام.
"سأكونُ رَجُلً وَضيعًا في نَظَرِك إذا أغتَنمتُ مِثل تِلك الفُرصه لِصالِحي!"
هَمَس في أُذُني بِخفوتٍ مُحدِثًا قَشعريره في كامِل جَسَدي. فَجالَّت عَينايّ على طولِ جَسدِه بِخجَل، صادَفتُ خُصلاتِ شَعرِه المُبعثَره التي تُغَطي عيّناه الهِلاليان، راقَّني مَظهَره؛ وعَلى أثَر ذَلك دَفعَتني نَفسي الآثِمه لِلَمسه، بِهدوءٍ غَلغَلتُ أنامِلي المَثنيه بَينَهم، أمنَعهم مِن حَجبِ مَشهد حَدقتاه اللَتان تعكِسانِ صورَّتي.
لَمستي الفَقيره جَعلَت جِفناه يَتَداعَيان، أتَسائِل إلي أيّ مَدى لي تأثيرًا عَليه!"سَتتأخَر عَلى العَمل"
"إذا تُريدين، بِإمكَاني إِلغَاء مَواعيدي كُلها لليَوم"
مالَ بِجسَدِه نَحوي بِتأنٍ، يَنوي تَدنيس شِفاهي بِجُرأته، أغلَقتُ جِفناي بِقوه خَوفًا وخَجَلًا. وفي لَحظةٍ، شَعرتُ بِجُنودِه تَرفَعُ رايهَ الإستِسلام وتَنسَحِب عَن أرضي في سَلام.
إبتَعد خُطوَتين لِلوَراء بَعدَما أخَذ عُلبه السجائِر خاصَته التي كانَت مَوضوعه عَلى المِنضده جِواري، يالَحركاتِه السَخيفه!سَحَب واحِده وَلَثَمها بَين شَفتاه ثُمَ إخَذ قَداحَته ليُحاوِل إشعالها والتَلَذُذ بِها بِدالي! أنا أفضَلُ مِنها وأشهى..
"هَل تَعلم أن التَدخين يُسَبب سَرطان الرِئه؟!"
أفرَجتُ عَما بِحَلقي بَينما أُناظِره وَهو يَخوضُ مَعركهٍ مَعها زافِرًا دُخانَها المَسموم.
أمسَكَ بِالعُلبه يُظهر لي التَحذير المُدوَّن عَليها."التَحذير عَلى العُلبه، يا طَبيبَتي. ما قُلتيه لَيسَ مَعلومةً جَديده"
نَطق بِالأخيره بَينما يَدِس العُلبه في جَيبه.
ذَهبتُ أنتَقي لَهُ رَبطه عُنُقٍ ثُمَ سَحبتُ كُرسيًّ يُساعِدني في مُحاولةٍ لِلوصولِ لِقامتهُ، وَددتُ أن أربُطها مِن أجله.
أنت تقرأ
Shackles| A Past's Sin
Randomفي زِنزانَهِ الماضِ حيثُ عِشنا لِدهرٍ مُنهِك، أُسِرت آلامُنا. ذكرياتٌ تَختَرِقُ ذاكِرتنا كَسيفٍ حَاد، يُفتِكُ بِنا. نَشعُر في زاويهٍ ما أنَنا قَد ضِعنا، لا نَدري أينَ فقدنا أنفُسِنا! وفي النِهايه؛ نَتحلى بالصبرِ عَلى الرُغم مِن أننا عَلى شَفا الإنهي...