الفَصل التاسِع|| مذاقُكِ كَسيجاره

123 6 2
                                    

 أنا امرأهٌ، رَبطها القَدر بِرَجُلٍ خُلِق مِن رَحِم الكِبرياء، مَعدنِه الصَلب لا يَصلُح للتَشكيل، وعلى الرَغم مِن ذَلِك أحَبته. لا تُمانِع قَط الإنجِراف نَحو عالَمِه مَهما بَلغَ مِن الديجور، رَجُل عَميق لا يَحوي قاعٍ بِداخِله، وأنا الخَرقاء التي تَهوى السُقوط بِه. أُراهِن عَليه بِجُل ما أدَخِره مِن مشاعِر أني سأحفُر بِه إلى أن أجِد حُبي يَسطوطِنه. أطوفُ كالمُشردينَ في شوارِعِ حُبه أملًا في الوصولِ إلى سبيلِ قَلبِه، ومَهما أستغرَق الولوجَ إلى لُبه مِن وقت لَن أُمانِع طالما أنهُ مَن سيقودَني إليه.

في كُلِ مرةٍ يَجذُبني إليه كتُفاحهِ نيوتِن التي إجتذبَتها الأرض، وأنا في كُلِ مَره أسقُط بِسلاسةٍ عَليه. أُريدُ أن أصبِح أيّ شَيئ يَرتَبطُ بِه؛ إن كانَ قصيده شِعر سأغدوّ شاعِرًا يَتلوها ويتغَنى بِها، إن كانَ تُحفةٍ سأصبِحُ الفنانَ الذي يَرسُمها بريشَته ولَن أعرِضها للعَلن بَل سأحفَظُها في خِزانةِ قلبي وأُلقي بِقفله في أحَدِ الآبار، سأكونُ كُلُ شيئٍ يَخصهُ. هو، وهو وَحده.
 
صَوتُه العالي كانَ يُشتِت صَفوهِ سيناريوهات أحلامي التي كانَت كُلُها عَنه، حاولتُ تجاهُله ظنًا مِني أنهُ مُجردِ حُلم ولَكِن إشتَدّ صوتِ الصُراخ مِما دَفعني لِفتح جِفناي على مِصريعِهما بِهلعٍ.
رَمقتُ جانِبه مِن السَرير فَلم يَكُن يَفتَرِشه، ومُجددًا صَوت صُراخِه صَدح في أرجاءِ المَنزِل وقَد تَبينّ لي أخيرًا أنهُ نابِعٌ مِن بَهو البَيت الذي يَحوي حُجره المَعيشه. إلتقطتُ سُترتي الحَريريه الطويله أرتَديها وأتأكد مِن رَبطِ حِزامِها الأستبرق مُخفيةً ما يآويه جَسدي مِن فِتن بَينما أندَفِعُ نَحو الباب لِأخطوّ خارِجه نَحو مَصدرِ الصَوت، ما أن وطأت قَدمي السُلم المؤدي للطابِق الأرضي وتبين لي هيئته، يَستره كِنزةً بَيضاء وبِنطالٍ مُريح بِاللون الأسود وخُصلاتِه مُبعثَره، يُعطيني بِظهره. بينما تَمتَثِل أمامه والِدته ويَبدو أن سَخطِه موَجه إليها.
 ابنها ووالِده يَقِفان ويُشاهِدان الصِراع بَيّنهما.. مَتى عادوا ياتُرى؟

"كُف عَن ذَلِك بيكهيون، إلى مَتى ستَظل عَلى هَذا المِنوال؟!"

صَرخت والِدتُه عَليه بِنبرهٍ إمتَلئت بالغَضب بَينما هو يَرمُقها بِسخطٍ وأشمِئزاز، تقَدمتُ نَحوَهم أُحاوِل إستِكشاف ما يَحدُث.

"لَقد ضِقتُ ذُرعًا بِكِ، لِمَ فَقط لا تَبتَعِدي عَني، هاه؟! ألا يَكفيكِ ما مررتُ بِه قَبل عشرونَ عامًا بِسبَبِك؟!"

زَفر بِحده وصَوتُه يَعلوّ شَيئًا فَشيئًا والأخرون يُراقِبون بِصمت، ما الذي حَدث مَعه قَبل عشرونِ عامًا؟ ماذا فَعلت بِه هذه المرأه؟
الشرارات التي يُلقي بِها نَحوها جَعلتني أرتَعِش لَيس فزعًا مِنه بَل حُزن، عيناه كانتا بائِستان على الرَغم مِن حِده صَوته وصُراخِه إلا أن نظراتِه كانَت وكإنها تُعاتِبها، كأنهُ يلومها ويشكي مِنها إليها.

Shackles| A Past's Sin حيث تعيش القصص. اكتشف الآن