الفَصل الحَادِي عَشر|| خَطيِئَة المَاضِي

110 5 4
                                    


 شخصٌ ما أخبرني ذاتَ مره: إذا تمنيتِ أمنيه اثناء مرور شِهاب سَتتحقق. تمَنيتُ أن أكونَ سعيده بِحق ولو لِمره. حِينَها، ما ظَننتُ قَط أنَّ أُمنيتي سَتتحقق فِعليًا. أنا الأن سعيده أكثرُ مِن أيِّ وقت. وكأن المِفتاح لِسعادَتي كانَ مَعه!

بينَّ جُدرانِ قَلبه القاسي يُخفي دِفئًا وحُنوُّ. وكأنهُ أنتشَلني مِن الغَرقِ في بَحرٍ مِن الدُموع والألم. العَديدُ مِن الأشياء تغَيرّت بيننا وهَذا يَغمُرني بالسَعاده. الإستلقاء مَعه بِراحه هَكذا وكأننا لَم نَكُن مُرهقان يومًا، صافيانِ الذِهن وكأن الحياه لَم تُفَتِق بِنا بَتاتًا. الإستِمتاعُ بِتلكَ اللحظه يَدفَعني لتمني أُمنيةً أخرى، أن نَبقا هَكذا دائِماً.. هذا كُل ما أُريد.
وَضعتُ رَأسِي على صَدره، أستَمِعُ لِوَتيرهِ قَلبه المُنتَظِمه، كيفَ لهُ أن يَكونَ بِذاكَ الهِدوء بينما قَلبي يكادُ يَقفِز مِن مكانِه!

بأنامِلي خُططتُ أشكالًا وَهميه عَليه، بَينَما هو شارِد  وأصابِعه تُحيك قصائِدٍ في الغَزل بينَ خُصلاتي.
بِخُمولٍ أمسَكتُ بِأنامِله، أعبَث بِها بَينَما أتسائَل عَن ما يَدور بِرأسه.

"ما سَبب هَذا الشُرود؟"

"فقَط اُفكِر، أعتَقِدُ أن عَليّ مُشارَكتك ماضيّ المُظلِم"

قَطبتُ ما بينَّ حاجِباي ورفعتُ رأسي قليلًا، فأصطَدمتُ بِتَعابيره المُختَلِطه؛ تَعابيرٌ تَضجُ بالألمِ والغَضبِ والفراغ في آنٍ واحِد!
في هَذهِ اللَّحظه، شَعرتُ أني مَهما كُنتُ أعرِفُه، لازِلتُ أفتقِرُ للكَثيرِ مِنه! قَبل أن أفصِل شَفتايّ عَن بَعضِهما، سألَ بإستِنكار.

"الا تَشعُرين بالفُضول تِجاه ماضيّ الُمشَوش؟!"

ماضيِه! في ذَلِكّ اليوم في القَصر، كانَّ بيكهيون يتشاجر مَع والِدته حَولَّ حَقيقهِ ما حَدث في الماضي! لِسببٍ ما، ذِكُر تِلكَ السيره جَعلَّني أتنَبأ بِأن ما سَيرويه لَن يَكون مُبهِجًا! أستَقمتُ مِن وَضعيتي وتَرَبعتُ عَلى السَرير، ولِحُسنِ الحظ أن قَميصه يَستُرني.
رَمقني بِفراغ لِوهلةٍ، قَبل أن أُعطيه إجابتي التي وَددتُ إختِصارِها لِأسمع ما يُخفيه بِجَعبَتِه.

"بيكهيون، أيًّا كان ما تُخفيه عَن ماضيِّك فَهو لَن يؤثِر على عِلاقَتِنا بأيّ شَكل"

أومَأ بِهدوء، ثُم أعتَدل بِجلسَته مُسنِدًا ظهرِه إلى السَرير. أنا لا أعرِف ما الذي سيَّقوله ولَكِني فَقط قَلِقه! أطبَقَ جِفناه ومِن ثُم شَرَّع يَقُص عَلي ماحَدث قَبل سَنواتٍ طَويله.

"كُنتُ رَضيعًا، لا أفقهُ مِن عُلومِ الحياةِ دَرس ، فَتحتُ جِفنايّ على عالَمٍ مَليئ بالحِقد والكُره"

Shackles| A Past's Sin حيث تعيش القصص. اكتشف الآن