في نهايهِ ذَلكَ الطَريقَ البارِدِ المُظلِم، صَدح صَوتٍها الناعِم لِيقودَني في آخرِ المَطافُ إليها. أنا الرَجُلُ الَذي رُغمَ نَقصِه أُكمِلتُ بِحُبَها. لأني أجوف بَحثتُ فيها عَن الإمتِلاء، رَهنتُ لَها نَفسي عَسى أن تُداويني وتُشفي إعيائي.
هي الرَبيع وأنا الزَمهَرير، في كُلِ مرةٍ يَلفَحُني نَسيمَها هَدِأت عوَاصِفي. كُلَما رأَيت مِقدار الحُب الذي تَكِنهُ لي وَددتُ أن أَدفُنها بِصدري للأَبَد. مُذ أنني لَم أستَقبِل مشاعِر الحُب مِن أحَدٍ قَط، فأنا أجهَل كيفيه مُبادلَتها المَشاعِر حَتى وإن رَغِبتُ، أفتَقِرُ لِذَلك.خَتم الدَهرُ شَهرًا مُذُ أن تشارَكنا قُبله، عَلى الرغم مِن أنَها لَم تَتكَرر إلا أن تِلك الذِكرى عالِقةً بِذِهني كَما لَو كانَت البارِحه. غَدوتُ أفتَقِدها نَوعًا ما مُنذُ عَوده الدِراسه وقَضائِها مُعظَمُ الوَقتِ بالجامِعه والدِراسه. أليسَ هَذا سَخيفًا؟! قالَت أنَها تُحِبَني وتُفضِل قَضاء الوَقتِ مَعي ولَكِنها تُقضي وَقتها بأكمَله في الدِراسه! اكره أن ذاكَ الأسمَر يُشارِكها هَذا لانَهُما يَدرُسانِ في ذاتِ الجامعه، تَجعل مُعدَل الغيِره لَديّ يَصبوّ ذُروَته. رُغم أَنني في مَكتبي الأن ومِن المُفترضِ أن أُباشِر في العَمل، إلا أنني مَشغولٌ في التَفكيرُ بِها.
طَرقَ البابُ بِخِفه، ثُم فُتِح بواسِطة مُساعِدتي ذاتَ الهيئةِ الضَئيله، تَقدَمت نَحوي وَبيَدِها ظَرفٌ بالتأكيد يَخُصني وإلا ما كانَت لِتُبرِح مَكتَبها وتأتيني."سَيدي، هَذا الظَرفُ لَك"
مَدت يَدها الَتي تَحويه إليّ بِطريقةٍ مُهَذبه، ثُم أكمَلت حَديثُها بِلُطفٍ.
"سَلمهُ لي عامِل الطُرود ومِن ثُم رَحل"
"بإمكانِك الإنصِراف"
أِنحَنَت لي بِخفه، ثُم أختَفَت خَلف الباب. قَلَبتُ الظَرفُ بَينَ يَديّ مُتفَحِصًا، كَيفَ لِظرفٍ ألا يَحوي إسمَ المُرسَل عَليه! فَتحتُهُ بِهدوءٍ عَسى أن أعِرفُ مُحتواهُ، كانَت وَرقةً مُحتواها.
"إحتَفِل جَيِدًا بِعيدُ مَولِدك، فَسيكون الآخير عَلى أيّ حال"
أهَذا تَهديدٌ الأن؟! بالتأكيد مَن أطلق عَليّ النار هو نَفسُه مَن أرسَل لي هَذه. رَمقتُ مُحتواها لمرةٍ أخيره، وتَمتمتُ بِهدوء ممزوج بالغَضب قَبل أن أُمَزِقها.
"أنا لا أعرِف مَن أنتَ ولَكن أيًّا كانَت ماهيتك فيَبدو أنَك لا تُريدَني حَيًا، لَكني سأعثُر عَليكَ أولًا، وحينَها سأكونُ أول مَن يُنعي نَبأَ مَوتَك"
ألقيتُ بِها في سَلةِ المُهمَلات، ثُمَ التقَطتُ هاتِفي الذي أصدَر صَوت، يُعلِن وصول رِسالةٍ لي، ما إن لَمحتُ إسمَها وقَد هَدِأت نَوبَهَ غَضبي.
أنت تقرأ
Shackles| A Past's Sin
Randomفي زِنزانَهِ الماضِ حيثُ عِشنا لِدهرٍ مُنهِك، أُسِرت آلامُنا. ذكرياتٌ تَختَرِقُ ذاكِرتنا كَسيفٍ حَاد، يُفتِكُ بِنا. نَشعُر في زاويهٍ ما أنَنا قَد ضِعنا، لا نَدري أينَ فقدنا أنفُسِنا! وفي النِهايه؛ نَتحلى بالصبرِ عَلى الرُغم مِن أننا عَلى شَفا الإنهي...