رائحَةُ جَسَدِها النَمير، تَنتَشِرُ في كُلِ نَفَسٍ مِن أنفاسي. صَوتُها العَذب الَذي إعتادَّ أن يَشذو بِإسمي، يَترَّدد في كُلِ زاويهٍ مِن ذاكِرتي. ما عادَّ بِمقدوري تَحمُل مِثلِ هَذا البُعد، أكادُ أفقِدُ صَوابي. التَفكيرُ بِأنَها بَعيدهً عَني وفي خَطَرٍ لا تَسمَحُ لي أن أغفَل ولَّو لِدَقيقه. وَلجتُ لُغُرفتي، ومالِها بارِدهً في مِثلِ هَذا القَيظ؟! رُبما لأنّ مَن تُدفِئَها بِدَّلالِها غائِبه. نزَّعتُ قَميصي بِضيقٍ وألقَيتُهُ أرضًا بِعُنفٍ. بَعثَرتُ شَعري بِغَضب لأنَني لَم أُحرِز أيَّ تَقَدُمًا عَلى، الرُغمِ مِن أنني أمسَكتُ بِطرفِ الخَيط.
رَمقتُ قَميصي الَذي إفتَرشَ الأرضِ لِوهلهٍ ثُم دَنوتُ أُعيدهُ لِقبضتي مَرهً أُخرى، وَضعتُهُ في المَكانِ المُخَصص للسرابيلِ المُتَسِخه؛ عِندَّما أُعيدُها للبَيت لا أُريدُها أن تُرهِقُ ذاتِها بالتَنظيف، بَل أرغَب في أن تَملأ وَقتِها كُلهُ بي.
بَدلتُ ثِيابي بإخرى مُريحه، ثُم هَجرتُ غُرفت الزَوجيه وتَوجهتُ للطابِق السُفلي. بِخُطواتٍ ثابِته خَطوتُ نَحو الماثِلان في حُجرهِ المَعيشه."ما الجَديد؟"
ألقَيّتُ بالسؤال الَذي يَجول في خاطِري، فأجابت جيني بِحماس وسَعاده.
"لَقد كان الأمر مِن أفكار كاي، كان عَبقَريًّا"
عَقدتُ حَاجِباي بِتعجب، فرَمقها كاي بِرقٍ وبَسمه ثُم لَفظ، وهو يَمِد يَده بِورقةٍ ما لي.
"الرَّقم الَذي إتصَل بِك كان هاتِفٌ عُموميّ في مُقاطَعه قَريبةٍ مِنا"
تَفحصتُ الوَّرقه تَحت تِوضيحه.
"لَقد نَقلتُ الرَّقم الَذي كان على الهاتِف، ولاحَظت أنه لا يَنتمي للهواتِف الخَلويه بَل هاتِفٌ عموميّ لِذا..."
قاطَعته جيني وأكمَلت هي القِصه.
"إقترَّح أن نَبحث بِشركة الإتصالات عَن هَذا الرَّقم وأكتشَفنا أن هَذا الهاتِف مَوجود بِجوار حانةٍ مُلَقبه ب'RED' "
كان عُنوان الحانه مُدَوَّن على الوَّرقه، إلتَمست ما يَرمون إليه؛ يُريدون أن نَبحث عَن الفاعِلين لا أن أستَسلِم لَهم بِسهوله.
"لِنذهب أخي، لِنبحث عَنهم؛ إذا تَمكنا مِن هَذا سَنستعِد داهيون وسَنحتَفِظ بالإثبات الَذي يُؤكِد أنك ابن هَذا الحَقير"
نَطق كاي بِجديه، وأيَدت جيني كَلامه، وما كان بِيدي سِوى أن أقبَل، لِنستغِل الفُرصه أمامَنا.
لَم نَنتَظِر اليَوم التالي، إندَفعنا أنا وكاي وجيني في سَيارتي، نَتجِهُ تَحديدًا للمَنطِقه الَتي تَحوي ذَلِك الهاتِف العُمومي. أستغرَّق الأمرُ مِنا عشرونَ دَقيقه حَتى وَصلنا للمُقاطعه وخَمسهَ عَشر إضافيه حَتى نَشدنا وِجهَتِنا. ترَجلنا مِن السياره أمامَّ الهاتف العمومِيِّ نَتحَقق مِن المَنطِقه، شارِعٌ واسِع يَحوي سَيارات وحانه يَعلوها لافِته مُنيره بِإضاءةٍ حمَراء كإسمَها 'RED'، وبيوتٍ مَشبوهه! أُقسِمُ إن كانَت زَوجَتي بأحدِ تِلكَ الأماكِن القَذِره لسأقطَعُ أعضائهُم وأُجَرِدُهم مِن سُبُلِ رُجولَتِهم.
أنت تقرأ
Shackles| A Past's Sin
Randomفي زِنزانَهِ الماضِ حيثُ عِشنا لِدهرٍ مُنهِك، أُسِرت آلامُنا. ذكرياتٌ تَختَرِقُ ذاكِرتنا كَسيفٍ حَاد، يُفتِكُ بِنا. نَشعُر في زاويهٍ ما أنَنا قَد ضِعنا، لا نَدري أينَ فقدنا أنفُسِنا! وفي النِهايه؛ نَتحلى بالصبرِ عَلى الرُغم مِن أننا عَلى شَفا الإنهي...