كُنتُ مُشتت، ضائِع، ذكرياتي تَسبَحُ مَع أشباحِ الماضِ الذي ما فَتِأ يُهشِم وِجداني. كُنتُ أستغيث، وما مِن أحدٍ يكتَرثُ لي. رُبما كانَ معها حَق، ما كانَ عليّ أن أولَد، ما كانَ عليّ الصُمود والمُحارَبه أمام مُحاولاتها المُتكرره في إجهاضي. كَم أنا مُغفل، لَو عَلمتُ بِما سأواجِهه في هَذه الحَياه ما كُنت لِأُعافِر لِأجل ولادتي.
هَذه الفَتره أصبحتُ أتشاجر مَعهم كَثيرًا، حَتى صوتِهم ماعُدتُ أحتمِله، أنا أمقُتهم.
حينَما أطلَعني أبي عَن سَفرِهم في رِحله لِجزيرهِ جيجو؛ شَعرتُ بالراحه، لَن أكونُ مُضطرًا لِمُصادفه وجوهِهم ليَوميّن.عِندما عَرضت عليّ جيني أن نَسهر في مكانٍ ما وافقت؛ فأنا بِحاجه للشُرب هَذه الأيام. ومُذُ أن سيارتي نَفذ مَخزونَها مِن الوَّقود؛ فتركتُها لسائِقي وأَمرتهُ أن يَتولى الأمر.
صَعدتُ مع جيني في المِقعَد الخَلفي، أما كاي الذي عَرِفت أنه يَعمل مَعها فقَد شَغِل المِقعد بِجانب السائِق.طوالَ الطريق وتُحاوِل جيني مُشاركَتي أيّ حَديث ومُنذ أنني رَجُلٌ لا يُحبِذ الثَرثرَه، إعتنقتُ الصَمت. أستغرقنا الوُصول إلى الحانةِ المُلقبه ب'RED' خمسه وأربعونَ دقيقه، كانَت تَعُج بِالبَشر مِنهُم المَخمورين ومِنهم الذي إعتصَم ساحة الرَقص، يتمايَلوا على الأغاني ذاتَ الصَوت الصاخِب.
"مِن هُنا، هَذه هي الطاوِله التي أعتادُ الجُلوس"
صَدح صوتْ جيني المُرتفع يُنافِس صَوت الموسيقى بَينما تُشير بِسبابتها على طاوِلةٍ يُحيطُ بِها أريكه مُستديره. جَلسنا سويًا تَحت نظَرات النادِل الذي يُقدِم لَنا المَشروب التَرّحيبي؛ ألا وهو الويسكي.
أبتلعتُه وجيني جُرعةً واحِده، بينَما كاي كانَ تارةً يتفَحصهُ بِعنايه وعيناهُ على مِصرَعيّهِما، وتارةً يُراقِب الحاضِرين بِذهول إلى أن إجترعه على دُفعتين.مَلامِحه أكَدت لي صِحه فَرضيتي، هذه مرتهُ الأولى. على عَكس جيني التي بَدت مُعتاده على الشُرب. في الواقِع لا أفضِل الفتيات اللّواتي يَشرَبن؛ تمامًا كاللافندر خاصَتي، أنا لا أعلمُ ما إذا أُفضِل هذا النوع الذي لا يَشرب، أم أنني أُفضِلها هي شخصيًا!
"هَل أنتَ دونَ السِن القانونيّ؟"
بِنبرهٍ ساخِره قصَدتُ كاي الذي لازالَ يُعاني أثَر طَعم الويسكي المُر وكأن حَنجرته تَحتَرِق، فَور أن سَمِعني وبدَل تعابيره لأُخرى واثِقه أو يُحاوِل أن يكون كَذلك وإجابني بِبلاهه.
"اهه، ماذا تَقصُد! إنا مُعتادٌ على مِثل هذه الاُمور، حَتى أنهُم يُلقِبونني بِمَلِك الشُرب"
"سنرى الأن"
أنا أَعي تمامًا أنهُ سيَفقِد وَعيّه ما أن يَبتلع كأسهُ الثَالِث، يالهُ مِن مُغفل!
في لَحظةٍ شَرد ذِهني، كُل أفكاري تَتمحوّر عَنها؛ أتسائل ما الذي تَفعلهُ الأن؟ أَهي بِإنتِظاري؟!
قاطَع تَفكيري الهائِم صوت إرتِطام الكؤوس بالطاوله؛ إذ بجيني تَضع أمامَ كُل فردٍ مِنا كأس.
أنت تقرأ
Shackles| A Past's Sin
Randomفي زِنزانَهِ الماضِ حيثُ عِشنا لِدهرٍ مُنهِك، أُسِرت آلامُنا. ذكرياتٌ تَختَرِقُ ذاكِرتنا كَسيفٍ حَاد، يُفتِكُ بِنا. نَشعُر في زاويهٍ ما أنَنا قَد ضِعنا، لا نَدري أينَ فقدنا أنفُسِنا! وفي النِهايه؛ نَتحلى بالصبرِ عَلى الرُغم مِن أننا عَلى شَفا الإنهي...