أين أنا؟

98 10 8
                                    

أستيقظت فجأة على متن قارب صغير في وسط بحيرة غريبة اللون، فقد كانت البحيرة باللون الوردي الجميل. لم يكن عندي فكرة عن المكان الذي أنا فيه، ولكن بعدما لفت انتباهي كوكب كبير في السماء، أدركت أنني لست في مكان عادي. لم يكن الكوكب الذي رأيته الشمس، لونه الأزرق غريباً بالنسبة لي. وليس ذلك فحسب، بل كان هناك كوكبين صغيرين يدوران بجواره. شعرت بالفزع والخوف، وأصبحت أبحث عن إجابات لمعرفة مكاني وما يحدث حولي، كانت هذه الأحداث الغريبة والغموض الذي يكتنفها تجعلني أشعر بالارتباك وعدم اليقين. ومع ذلك، لم أتمكن من مقاومة جمال المنظر الذي أمامي، فقد كانت السماء قرمزية اللون بشكل جميل، ولكن لم يكن هذا المنظر الجميل يفسر لي ما أنا فيه ولماذا أنا هنا، فقد كانت المخاوف والتساؤلات تتصاعد بداخلي، وكان عليّ البحث عن الإجابات التي أردتها.

وجدت نفسي في حيرة شديدة، لا أستطيع تفسير ما يجري حولي، فلم يكن يمكنني تفسير لون الجبال الصفراء والسماء القرمزية والكوكب الأزرق الغريب. وبينما كنت متأمل في هذه الأمور، لاحظت جزيرة صغيرة في الأفق، وقررت أن أتجه نحوها. كان المنظر جميلاً وغريباً في نفس الوقت، وكنت متحمساً لاستكشاف هذه الجزيرة وربما العثور على إجابات لأسئلتي. ومع ذلك، لم يكن بإمكاني تجاهل الغموض الذي يحيط بي، وكانت هذه الحيرة تجعلني أشعر بالقلق والشك. هل كان كل ما يحدث حولي حقيقة أم أنه مجرد حلم غريب؟ هذه الأسئلة لم تتركني وكانت تدور في ذهني بشكل مستمر. ومع ذلك، قررت أن أستكشف هذه الجزيرة وأكتشف ما يمكنني العثور عليه. فانطلقت بالقارب نحو الجزيرة بحماس وفضول.

وصلت إلى الشاطئ وتفاجأت بمنظر خلاب أمامي، فكان الشاطئ أصفر اللون بأجمل درجات الصفار، وكانت الأشجار البنفسجية تضفي عليه جمالاً لا يوصف. كانت الزهور الجميلة البيضاء تغمر العشب الأزرق السماوي، وكان المشهد جميلًا بشكلٍ لا يُصدق. كنت في حالة من الذهول والدهشة، وكان صوت الأشجار يهمس في أذني، وكانت زقزقةُ الطيور تداعب أسماعي. وفجأة، شعرت بشيءٍ يَلامس قدمي، فقفزت من مكاني بشكلٍ لا إرادي، ونظرت إلى الأسفل، فرأيت كائناً صغيراً يشبه القطة، لكنهُ كان أصغر حجماً وكانَ يمتلكُ فرواً ناعماً أزرقَ اللون وعيوناً صفراء باهتةً تضيئ كأنهما يتلألأن. كانَ ذيله الطويلَ الذي هو أطول من حجمه الطبيعي يتأرجح بشكلٍ جميل وكان الكائن يبدو وكأنه يلعب. حاولت أنْ أمسكَ به لألمسه، لكنه هربَ بسرعة إلى وسط الغابة الكثيفة بالأشجار ذات الأوراق البنفسجية، ركضت وراءَه بشغف وحماس، وكنت أتبع آثارَه فيما يمر بينَ الأشجار، لكنه كانَ سريعاً جداً وفقدتُهُ من النظرِ. سمعتُ أصواتَهُ وهو يلعبُ ويتلألأُ بينَ الشجيراتِ، وكان ذلكَ يُثير دهشتي وفضولي. فقد كانت هذهِ الكائنات غريبة جداً وجميلة بنفس الوقت، وكانَ المشهد الذي أمامي مليئاً بالغموض والجمال والغرابة.

سماء قرمزية حيث تعيش القصص. اكتشف الآن