أجارس بلا صوت

27 5 0
                                    

أليك تفسير بين الرواية وخيال والدك ديفيد يا حضرة المحقق:
عندما استيقظ ديفيد على متن سفينة وسط بحر وردية اللون كان بسبب حبه الشديد للون شعر والدتك مادلين الذي كان يراها كنز وجدها بعدما تغلبت على مرضها، وجبال أصفر اللون لم تكن ألا كؤوس من الويسكي، السماء القرمزية كانت وشاح والدتك مادلين الذي كان يرتديها طيل الوقت، والكائن الصغير الجميل الذي راه ومن ثم أختفى كان أنت، كل شيء الذي ذكره ديفيد في روايته كان يمر فيه في خياله بعدما كان يثمل أو يأخذ الهيروين، كل شيء الذي كتبه في روايته كان يراه في الحقيقة، فقد كان منفصل عن الواقع، أما الوحوش الذي كان يطاردونه كان ماضيه المؤلم، وفي نهاية روايته عندما سرد نهاية المأساوية لشخصية البطل وهو ديفيد عندما أستلم نفسه للوحش والبناجيق هي كان لحظته الأخيرة في هذا الحياة عندما شرب لتراً من الويسكي وهي البناجيق في منظوره والوحش الرمادي هو أبرة الهيروين.

ينهض المحقق كوستا من مكانه قائلاً: ولكنك لم تذكر تفسير ذاك الرجل الذي قابله شخصية بطل الرواية، وهو أنت مع ذكر أسمك في الرواية،
-ولكنه ذكر أسم باولو وليس أسمي
-لا يهم ولكن الصفات متشابهة
- نعم ربنا كان يقصدني وكما أنت أيضاً قرأت الرواية فيظهر ذاك الرجل وهو أنا كما وصفه داوود في الرواية وهو يرشده للطريق، تفسيره بأنني كنت أعالجه من مرضه،
كوستا بنبرة هادئة: تفسير منطقي ولكن ما هي تفسير الينبوع الأخضر المضيئ؟
-لم أعرف تفسيره حتى الآن، ولكن ربما يكون بوابة الذي يفصل عالمه الحقيقي عن الخيالي
-شكراً على هذا التفسير أنا أيضاً توصلت إلى هذا التفسير، ولكن ما هو الشيء الذي يفتح هذه البوابة؟
-النوم ربما، أو بعض المخدرات
-نعم النوم، ولكن بأي وسيلة
-كما أخبرتك، والدك كان يشرب حتى يثمل ويتعاطى المخدرات
يحرك كوستا القلم الذي أعطاه له جان بين يديه ويسأل جان: ما هو أسم هذه المشفى؟
-مصحة يونو لأمراض النفسية
-إذاً لماذا مكتوب على قلمك مستشفى باول كلينيك؟.

يصفر وجه جان والعرق يغمر جبينه: أهداني ياه زميلي من تلك المستشفى،
-هل أخذتني إلى تلك المشفى
-لماذا؟
-لأتعرف على ذلك الزميل الذي يهدي الأقلام
-يا كوستا ليست لدي وقت يجب أن أذهب
ينهض جان مسرعاً من مكانه، ويحمل حقيبته وبعض الأوراق ويتجه إلى باب الغرفة ليخرج،
يخرج المحقق كوستا المسدس من جعبته المخفية تحت سترته ويشرها بأتجاه جان: أخبرتك لن تذهب إلى أي مكان سوى السجن،
يقف جان في مكانه وهو ينظر إلى مسدس كوستا بنظرات الخوف ويهمس: هل تود أن أخذك إلى المشفى؟ حسناً أتبعني ولكن أنزل سلاحك أولاً، لا أريد أن يخرب سمعتي في هذا المصحة
ينزل كوستا سلاحه ويسير مع جان، يخرجون من باب الغرفة ويسيران في ممرات المستشفى.

بينما هم يسيران في ممرات المستشفى، يفاجئهم مريض مقيد اليدين، يقترب من كوستا ويهمس له: الموت ليس له هيبة هنا.
جان لـ كوستا: هيا أتبعني
يسير كوستا خلف جان وهو يتابع نظره للمريض، يختم المريض جملته وهو يحدق في يديه المقيدتين: الذين تركوا في الخارج هم المجانيين
الجملتين نزلوا على المحقق كوستا كالصاعقة، بينما هم يخرجون من باب المستشفى مازال ذهن ديفيد سارحاً بما قال له المريض،

يسيران بإتجاه مستشفى باول كلينيك، فجأة يباغت جان المحقق ويهرب منه ، يركض كوستا خلفه، ولكنه يختفي بين المشاة والمركبات في نهاية الشارع في زقاق ضيق.

سماء قرمزية حيث تعيش القصص. اكتشف الآن