"لا تتركني وحيداً هنا، أرجوك!".

12 4 3
                                    

ترجل كوستا من على سريره وقرر أن يتوجه إلى ذلك المبنى بسبب فضوله وحلم الذي مر به، دخل سيارته وتوجه إلى ضواحي المدينة
بدأ كوستا يسير في الشارع الخالي، وهو يراقب المباني المهجورة التي تحيط به. كان يشعر بالملل والفضول يتحكم به، لم يكن هناك أي شيء غريب، ولكنه شعر برغبة قوية في الدخول إلى المبنى المهجور.

لم يكن كوستا يعرف السبب الحقيقي وراء تحذير الورقة، ولم يكن لديه أي فكرة عما يمكن أن يجده داخل المبنى. ومع ذلك، كان فضوله يزيد، فأخذ ورقة التحذير وأخفاها في جيبه. اقترب من المبنى المهجور ورفع رأسه لينظر إلى الأعلى. كان المبنى ضخماً، وكانت نوافذه كلها محطمة، والأبواب مكسورة. ومع ذلك، كانت الأضواء داخل المبنى مضاءة، إضاءة خافتة

تأمل كوستا الورقة للحظات، وفي النهاية، قرر المخاطرة ودخل المبنى المهجور. كانت هناك رائحة ترابية ورطوبة قوية وبرودة، والأضواء كانت مضاءة في كل ممرات المبنى عدا الغرف، فكانت الغرف مظلمة . كانت الغرف مليئة بالأشياء المتناثرة، وكان الأثاث متهالكاً ومتضرراً. كان هناك شيء غريب في الهواء، وكان يشعر بأنه ليس وحده في المبنى المهجور.

فجأة، سمع كوستا صوتاً ما، وكان يشعر بأن هذا الصوت يقترب منه. بدأ يشعر بالخوف والرعب، ولكنه كان يريد معرفة ما هو الصوت. وعندما وصل إلى الطابق الثاني، رأى شيئاً لم يكن يتوقعه على الإطلاق. كان هناك شخص يرتدي زياً غريباً يقف أمامه في الممر.

صرخ كوستا، ولكن الشخص لم يتحرك. وعندما اقترب كوستا أكثر، أدرك أن الشخص الغريب كان تمثالًا لا أكثر. كان الرعب الذي شعر به يجتاحه، كان التمثال على شكل رجل حوالي متر ونصف المتر، متضرراً ومتهالكاً، مغطى بالغبار والأتربة بسبب وجوده في مكان مهجور لفترة طويلة ويحمل بيده اليمين سيف ويده الشمال كتاب. ومن الممكن أن يكون هذا التمثال هو ما يحذر منه الورقة التي قرأها كوستا قبل أن يدخل المبنى المهجور.

ولكن تجاهل كوستا الأفكار الذي تحوم في مخيلته، وأكمل سيره بإتجاه غرفة الذي على يمينه، غرفة مظلمة، دخلها، وجد كوستا طاولة قديمة تحتوي على كتاب غريب، وكان عنوان الكتاب "السر الأكبر". شعر كوستا بالفضول الشديد لمعرفة ما هو السر الأكبر، ففتح الكتاب وبدأ في القراءة.

لكن فجأة، سمع كوستا صوتاً غريباً يأتي من الطابق العلوي، وكان الصوت مثل صراخ. شعر كوستا بالخوف والقلق، ولكنه لم يرد الذهاب إلى الخارج. بدلاً من ذلك، قرر الصعود إلى الطابق العلوي.

عندما وصل إلى الطابق العلوي، وجد كوستا غرفة مظلمة ومغلقة، وكان هناك شخص يصرخ بشدة داخل الغرفة. فتح كوستا الباب بسرعة، ولكنه لم يجد أي أحد، وعند مغادرته للغرفة سمع صوت خافته يناديه "لا تتركني وحيداً هنا، أرجوك!".

عندما سمع كوستا هذا الصوت، شعر بالخوف والدهشة، ولكنه لم يشعر بالتهديد، بل بدا له أن الصوت يناديه بشكل ضروري.

في هذه اللحظة، قرر كوستا أن يتحدث مع الصوت ويسأل عن هويته وماذا يريد، وعندما ألتفت كوستا وشاهد ما هو مصدر الصوت،أصابه الذعر لهول ما رآه.

سماء قرمزية حيث تعيش القصص. اكتشف الآن