أنقاذ باولو

32 8 1
                                    

عندما عادت ذاكرة ديفيد تدريجياً، بدأ يتذكر كل ما رأى في عالمه، وتذكر بأن باولو كان في خطر ومطارد من قبل الكائنات الموجودة في تلك العالم. هرع ديفيد إلى الممرض وصرخ: "باولو في خطر!" فسأله الممرض: "ماذا؟" فأجاب ديفيد: "باولو في خطر، بعدما أنقذني أصبح مطارداً من الكائنات". فسأله الممرض: "كيف؟" فأجاب ديفيد: "ليس هناك وقت لأشرح لك أكثر، يجب أن أنقذه". ولكن حينما حاول الممرض إقناع ديفيد بأن يظل في العالم الحقيقي، قال ديفيد: "أرجوك عدني إلى الحلم، أقصد إلى عالمي". ولكن الممرض كان يتردد في البداية، لكن عندما شاهد عيني ديفيد الملتهبتين بالقلق والخوف، فهم أنه لا يمكنه أن يتجاهل طلبه.

عادوا إلى غرفة المتواجد فيها باولو. اقترب ديفيد من باولو بنبرة هادئة وقال: "لا تقلق يا صديقي، أنا قادم". نادى الممرض على ديفيد قائلاً: "هيا يا سيد داوود، ليس لدينا الكثير من الوقت" ثم استلقى ديفيد على السرير وقام الممرض بربط يديه بالقيود. قال ديفيد: "ليس هناك داعي" رد الممرض: "أعرف ماذا أفعل". وصل الجهاز برأس ديفيد وضغط الممرض على زر الأحمر الموجود على الجهاز المجاور، وبدأت عيون ديفيد تغمض. ظهرت على شاشة الجهاز عبارة "هل أنت متأكد من بدء الرحلة؟" فضغط الممرض على الزر الأزرق.

ديفيد يفتح عينيه في ليلة ضبابية، حيث تحجب غيوم سوداء ضوء القمر، وتضرب الرياح الأشجار بقوة، فيما تحوم أصوات الغربان التائهة في الهواء. يسمع ديفيد نعيق البومة من وسط الغابة، فيشعل لفافت التبغ ويتجه نحو الغابة، وهو يسير نحو الغابة، يتبعه العديد من الكائنات الصغيرة التي تهرب بين الأشجار، وكائن أسود اللون يتربص ديفيد من خلف الشجرة، وعلى الرغم من ذلك، فإن ديفيد لا يبالي، يظن بأنه مجرد حلم. يستمر في السير، وتتضارب الأفكار في رأسه، حيث يتساءل عن مكانه وعن ماذا يفعل هنا، ويرى هذا الحلم كابوساً مربكاً. يفكر ديفيد في أنه قد يكون في كابوس، ويتساءل إن كان هذا الحلم هو حلم اليقظة، وهو في حالة كاملة من الوعي. يتردد في ما بينه، ولا يدري ما الذي يحدث بالضبط، فهو فاقد الذاكرة.

ديفيد يشعر بشيء يتدلى من خصره، فيمد يديه ويجد أنها قنينة ماء. يشعر بالارتياح لأن حلقه جاف، فيفتح الغطاء ويشرب من القنينة بكمية كبيرة، ولكن أحس بأن طعم الماء مالح شيئاً ما، ثم بدأ يتذكر تدريجياً، المستشفى والغرفة و السرير والممرض ويتذكر باولو. يهرع من مكانه، ولكنه لا يدري إلى أين يجب أن يذهب.

يرى من بعيد مستودعاً طويلاً وباب حديدي كبير، يحاول فتح الباب، ولكنه موصد بقفل المشبك. ينظر حوله يلتقت يمينه وشماله، يجد حجر أسود اللون بجانب الحائط، فيضرب الحجر بالقفل وينكسر من أول محاولة، ثم يقوم بفتح الباب ويدخل. يسأل نفسه عن هذا المكان الذي دخله ويتساءل عن ماذا يحدث.

سماء قرمزية حيث تعيش القصص. اكتشف الآن