البشر كائنات مقرفة

12 3 1
                                    

يستيقظ ديفيد، يفتح عينيه، ينزع الجهاز،وينهض متجهاً لباولو الذي نهض بدوره، يمسكه من معطفه بكلتا يديه، ويصرخ في وجهه: لماذا.. لماذا أخرجتني من العالم ذاك، باولو محاولاً لتهدئة ديفيد قائلاً: لا يمكنك البقاء في ذاك العالم، عالم النور و الظلام سوف يسيطر عليك،
ديفيد بنبرة حادة: لا يهمني، كل ما يهمني هو البقاء بجانب مادلين و أبني.

ولكن يا ديفيد أنهم ليسوا حقيقيين، أنها قوة ال.. لكنه فجأة توقف عن الكلام وصمت،
ماذا تقصد؟.. ولكني شعرت، أنه ليس حلم أو هلوسة
ديفيد لقد وعدتني، ألا تتذكر؟
وعدتك، صحيح، ولكني أتراجع عن وعدي، كل ما أطلبه منك، هو البقاء بجانب مادلين
ولكن يا ديفيد لا تعرف الحقيقة الكاملة عن ذلك العالم
لا يهمني ذلك.

بعد صمت دام لحظات، يقول باولو بصوت متأثر وملامح  الحزن ظاهرة على وجهه: 'ديفيد، لا يمكنني التفريط بك،'.
ديفيد متوسلاً : أرجوك يا باولو فقط قدم لي هذا المعروف، لا أستطيع العيش في هذا العالم.

حسناً يا ديفيد كما تريد،
اخيراً يبتسم ديفيد ويحضن باولو لمرة اخيرة،
باولو بنبرة خافتة وحزينة وعيناه ممتلئة بالدموع، حسناً يا صديقي أتمنى لك راحة أبدية في عالمك الجديد.

بعد أن غلبت المشاعر على باولو، طلب من زميله جاك أن يتولى إكمال المهمة بدلاً منه، وذهب باولو إلى مكتبه، وأنسدل على الكرسي، ماسكاً رأسه بين يديه، وجد نفسه محاصراً في دوامة من المشاعر السلبية، حيث غلبته الحزن والتعب والذنب،

بدأت بالتفكير بعمق في طلبه، وقد تخطت مخاوفي بشأن أعز أصدقائي، وقررت أن أسلمه لمالكوث بنفسي، لقد كانت خطوة صعبة ومحفوفة بالمخاطر، ولكنني علمت أنه لم يكن لدي خيار آخر، لم يكن لديَّ أي فكرة عما إذا كان سيعيش بسلام مع مادلين وابنه، أو إذ كان سيتعرض للسيطرة والاستغلال من قبل مالكوث، كان ذلك مصيره، ولكنني أملت أن يكون لديه فرصة للعيش بسلام وحرية، مهما يكن أعتقد بأنه سيكون في حالة أفضل في تلك العالم، لقد عانى كثراً في هذا العالم، ليجرب عالمه الجديد.

''البشر كائنات مقرفة''

سماء قرمزية حيث تعيش القصص. اكتشف الآن