لماذا لم تغادر؟

15 4 2
                                    

أنه التمثال الذي راه في طابق السفلي، مشاعر الخوف والدهشة يظهر على وجه كوستا، يصيح كوستا من أنت وكيف تتكلم؟
أنا باولو، تجمدت ملامح كوستا وأصبح شبيه بالجثة هامدة.بعد سماعه بلأسم، كيف ذلك وماذا تفعل داخل التمثال؟ "سأل كوستا بنبرة مرتجفة، "لا يهم كيف ولماذا، المهم أن تخرج بسرعة من المبنى. فقد أصيب الجهاز بخلل، وهذا يعني أننا نحتاج إلى مغادرة هذا المكان الآن"، أجاب باولو بنبرة حادة.

لم يتردد كوستا لحظة واحدة، فقد شعر بأنه يجب عليه الخروج من المبنى على الفور. خرج من الطابق السفلي مسرعاً، وعندما وصل إلى الخارج، كان يتنفس بشكل صعب وملامحه ممزوجة بالدهشة والقلق.
وفجأة، شعر كوستا بشيء غريب يدفعه للتحرك بشكل أسرع. بدأ يركض في الشوارع الوعرة، توجه كوستا نحو مركبته، ركبها أغلق الأبواب وبدأ يقود باتجاه منزله،

كوستا يقود سيارته في طريق بري بعيد عن المدينة، وكان الليل يلف الأرجاء بظلمته. وفجأة، شاهد طفلين يقفان وسط الطريق، ولكن لم يكن لديهما ملامح معينة وكانت عيونهما فقط تضيء في الظلام.
حاول كوستا التوقف لتجنب صدم الطفلين، لكنه لم يستطع وصدمهما بقوة.، وفجأة توقفت المركبة، نزل منها وانتقل إلى مكان الحادث.
ولكن عندما وصل إلى هناك، لم يجد أي شيء سوى الظلام والصمت. لم يكن هناك أي أثر للطفلين أو أي أثر للدماء أو ما شابه،

عندما كان كوستا واقفاً في مكان الحادث، شعر بالذعر والخوف بسبب ما حدث، وكان يفكر فيما إذا كان هناك أي شيء آخر ينتظره في ظلام الليل.

ولكن فجأة، سمع صوت طفل يصيح "أبي ها أنت". كان هذا الصوت يأتي من الظلام، وكان كوستا يشعر بالارتباك والدهشة لأنه لم يكن يعلم بوجود طفل آخر هناك.
شعر بيد صغيرة تمسك يده، عندما نظر كوستا إلى الأسفل، رأى طفلاً صغيراً يقف بجانبه. كان الطفل يرتدي ملابس قديمة ومتسخة وكان يحمل في يديه دمية.

وعندما رأى الطفل بأن كوستا يشعر بالارتباك، قال له بصوت هادئ "لا تخاف، أنا لا أريد أن أؤذيك، أنا فقط أريد مساعدتك".
وبعد ذلك، بدأ الطفل يشرح لكوستا أنه كان يلعب مع أخيه الأصغر في المنطقة المجاورة، وأنهما ضلّا الطريق في الظلام وانتهيا بالوقوف في وسط الطريق. وإن أخاه أخبره أن ينتظر هنا فيما يذهب للبحث عن المساعدة.

بينما كوستا يستمع لحديث الطفل صاحب وجه البريء و العيون الامعة، قاطعه بنبرة هادئة: ماذا تعني عندما أخبرتني 'أنا لا أريد أن أؤذيك، أنا فقط أريد مساعدتك؟"
صمت الطفل لدقائق والدمية يترنح بين يديه: لا شيء،.. ولكن يجب عليك مغادرة المكان.

ماذا تعني بذلك يسأل كوستا بنبرة خوف؟'
لا شيء'' يجب الطفل
يسمع كوستا بخطوات من بين الأشجار يلتفت ويترقب صوت القادم بنحوه، وفي نفس الوقت يحاول أن يمسك بيد الطفل ولكنه يتفاجئ بأن الطفل أختفى من المكان، يهرع كوستا إلى مركبته مسرعاً، يمد يده ليشغل مقود السيارة، ولكنه يسمع صوت ينبعث من مقعد الخلفي بالرغم من أن الصوت كان همساً إلا أنه كان واضحاً ليسمعه كوستا،
'' ألم أخبرك أن تغادر هذا المكان؟، لماذا تحاول التقرب من الناس هنا؟،
لا تتمرد علي يا ديفيد لن تستطيع.
-من ديفيد؟!!
-أنت
-ولكن أنا المحقق كوستا
-استيقظ يا ديفيد أنه ليس حقيقة أستيقظ

سماء قرمزية حيث تعيش القصص. اكتشف الآن