لنعد إلى الوطن

10 4 0
                                    

شعر ديفيد بأن شيء يسحبه ببطء إلى الأعلى، ويمر من سقف المركبة دون مقاومة، يحلق في الهواء ببطء شديد وكأن الزمن قد توقف كل من حوله، ينظر ديفيد إلى أسفله، شخص يخرج من مركبة يرتدي معطف بني اللون وقبعة دائرية سوداء اللون، نظر بأتجاه ديفيد وهو يبتسم ها أنت ذا،

بدأ عينا ديفيد تتسعان و تتحجران في مكانهم ولسانه يعجز عن الكلام لبضع لحظات، قبل أن يقول بنبرة صادمة: باولو!!!

لقد أخبرتك مراراً وتكراراً يا ديفيد بأن تخرج، لأن الجهاز تعرض لخلل ويحتاج للصيانة ويجب إيقافه عن العمل، ولكنك مراراً وتكراراً تحاول التمرد علي،
ديفيد تجتاحه الصدمة من ما يسمعه من باولو، أي جهاز وأي تمرد عن ماذا تتكلم؟'' ديفيد يسأل بنبرة خوف،

ماذا أصابك يا ديفيد ألم تعد تتذكر،
ماذا أتذكر؟. لا أعرف ما تقصده،
بدأ لـ بابولو بأن ديفيد لم يكن يتمرد عليه بل أنه قد خرج عن سيطرته وأن العالم الذي يعيش بداخله بدأ يؤثر عليه أكثر من اللازم، باولو بنبرة الاستسلام: حسناً يا ديفيد يجب علي أستخدام زر الطوارئ
بدأ عينا ديفيد تتوسع أكثر: أي زر؟ ماذا تقصد؟

يخرج باولو من جيب معطفه قطعة حجرية غريبة المظهر مثلثة الشكل لونها ذهبي مضيء، وفي وسطها زر أزرق اللون، يصيح باولو بنبرة هادئة: هيا يا ديفيد لنعد إلى الوطن.

يصرخ ديفيد: لا توقف ليس مجدداً، تعجب باولو لوهلة وقال هل بدأت تتذكر، ديفيد: ماذا أتذكر؟..

لم يجب باولو وضغط الزر الأزرق، بدأ أجساد ديفيد و باولو بالتلاشي و الأختفاء من المكان، تحت أنظار الطفل الصغير وهو يشاهدهم ويقول بنبرة واثقه وهادئة مع أبتسامة صغيرة: سوف تعود.

سماء قرمزية حيث تعيش القصص. اكتشف الآن