عودة لاجئ للجوء

14 4 2
                                    

كانت النار يتضاءل ببطء في فناء المنزل، وكانت الأجواء تصبح أكثر برودة. وعندما لاحظ باولو أن النار يقترب من الانطفاء، قام بتجديد الأكواب بشاي جديد لاضافة الدفء على الأجواء، رفض ديفيد كوب آخر من الشاي، وبدأ بالسؤال، أذاً حسب القصة الذي رويتها لي عن الجهاز، يمكنني أن أرى زوجتي مادلين؟

نعم ولكن،..
ولكن ماذا؟..
يا ديفيد يجب أن تعلم أذا تأقلمت مع العالم الثاني وسيطر عليك وبدأت ترفض الرجوع للوطن، سوف يصبح من الصعب أسترجاعك، وأيضاً،...
وأيضاً ماذا؟..
يعني لو أصبح خلل جديد في الجهاز أو أذا رفضت الرجوع، سوف تضل في الغيبوبة مدى الحياة،
لا يهم، أتقبل كل العواقب من أجل مادلين،
ديفيد ولكن.....
أرجوك فقط أرغب برؤيتها لمرة أخيرة،
حسناً يا صديقي ولكن بشرط،
ما هو؟
سوف أدخل معك داخل العالم،
حسناً موافق، هيا لندهب
في هذه الساعة من الليل؟.. مستحيل، نذهب غداً
أرجوك، لن أتحمل للغد، أشتقت لمادلين، ألا تعرف مذاق الأشتياق؟
حسناً يا ديفيد لنذهب، يقولها باولو بنبرة استسلام

يتجهان إلى المركبة، يقف ديفيد لوهلة ومن ثم يرجع ويطلب من جاكلين زجاجة المملحة، جاكلين مستغربة ولكنها تحركت من مكانها بعدما لاحظت أيماءة رأس باولو.

أحضر جاكلين المملحة، وقدمته لديفيد مبتسمة: تفضل
ينظر ديفيد إلى زجاجة المملحة ومن ثمة لوجه جاكلين وملامح الخجل ظاهر على وجه ديفيد قائلاً: آسف مسبقاً، ومن ثم ضرب ديفيد يد جاكلين ليسقط المملحة على الأرض وينكسر ليتطاير الزجاج و الملح على الأرض،

ينظر جاكلين لديفيد بنظرات أستغراب ومن ثم ينظر لباولو، علامات الأستغراب و الأستياء ظاهرة على وجه باولو،
سبق ديفيد باولو إلى المركبة و ركبها: هيا باولو دعنا نذهب

باولو لجاكلين: لا أعلم ماذا أصابه
ليرد جاكلين بنبرة هادئة وقلقة: أنتبه عليه لست مطمئنة أنه يتصرف بغرابة

ركب باولو وأشعل المركبة وأنطلق إلى المختبر الموجود في ضواحي المدينة.

''آسف لأنني لم أحضنك بقوة ظننت أنني سأراك مرة اخرى''

سماء قرمزية حيث تعيش القصص. اكتشف الآن