ليلة النجوم

8 4 2
                                    

بدأ الجو يتغير تدريجياً، بدأت الغيوم تتكاثر وتغطي السماء، وظهرت بعض الصواعق والرعود في الأفق البعيد. وفجأة، بدأت الأمطار الغزيرة تهطل بغزارة على الأرض، مما جعل الرؤية غير واضحة وصعبة للقيادة.

حاول باولو تبطئ السرعة والحفاظ على السيارة في المسار الصحيح، ولكن في بعض الأحيان كان عليه التوقف تماماً لأن الرؤية كانت معدومة. وفي بعض الأحيان، كانت الرياح القوية تتسبب في تدحرج الأشياء والأغراض على الطريق.

من نافذة المركبة الملبدة بالقطرات المطر، شاهد ديفيد مجموعة من الأشخاص يتشاجرون بالقرب من النهر، يتبادلان الكلمات الحادة
ولكن لفت نظره البومة  التي تتراقص بجناحيها مع نسر ضخم يحاول أفتراسها، وفجأة أنقض النسر بمخلبه الحاد على البومة، لقيت البومة حتفها، في مواجهة أكثر الطيور فتكاً أنت خاسر لا محالة، النسر بعدما أردت البومة قتيلة على الأرض، بدأ ينهش في جسدها، تحت أنظار ديفيد.

لم يدم حزن ديفيد على بومة طويلاً، بينما مر بمكان الحقل الذي كان  متواجد فيها الغزال، لم يشاهد سوى قطيع من الذئاب الجائعة، يتبادلان فيما بينهم الفريسة، الذي لا يمكن تخمينها ألا تلك الغزالة المسكينة.

بدأت عينا ديفيد تعكس الحزن الذي يشعر به، ينظر إلى باولو الذي يقود المركبة تحت صمت دون كلام، وكأنه لا يشاهد هذا الفاجعة مع ديفيد، بل فقط يحاول السيطرة على عجلة القيادة في هذه العاصفة، لكي لا يجرفه الرياح القوية عن الطريق.

وصلوا إلى وجهتهم، نزل باولو من المركبة، وجد ديفيد مازال جالساً في مقعده، الذي بدا عليه لا يريد النزول، تحرك باولو نحو ديفيد، وطرق النافذة قائلاً''هيا أنزل''

نزل ديفيد بملل وعدم الأهتمام، يتحرك ببطء ودون حماس، الأمطار بللت جسد ديفيد اللامبالي، يتحرك ديفيد بخطوات ثقيلة ومتعبة نحو المختبر.

يلقي باولو نظرة سريعة إلى جانبيه وهو يفتح قفل باب المختبر، دخل ديفيد بحركة بطيئة وقعد على المقعد المجاور للغرفة.

لدى التفاته إلى ديفيد، سأله باولو: ألن تدخل؟، هل غيرت رئيك،
دون تحدث، نهض ديفيد من مكانه، ودخل الغرفة وأستلقى على السرير قائلاً: قم بعملك
قال باولو بتأنٍ: لا يمكن الآن، يجب أن ننتظر زميلي لكي يقوم بأخراجنا فور أنتهاء السبع دقائق، يصيح ديفيد: ولكن،
لا داعي للجدال ديفيد، فقد وعدتني بالدخول معاً، لن أدعك تدخل إلى تلك العالم الخبيث لوحدك.

أنضم زميل باولو إلى حوارهم بشكل مفاجئ، ما هو السبب الذي دفعك لأستدعائي في هذا الساعة يا سيد باولو؟
أستدعيتك لان أنا وديفيد سندخل معاً للعالم الثاني، لكي عندما تتلقى الإشارة تقوم بأخراجنا في وقت المناسب يتحدث باولو في طريقة توحي بأنه يشعر بالقلق و التوتر، ويعبر عن حذره الشديد من وقوع خطر محتمل.

تبدو كلمات زميل باولو جاك وكأنها تعكس حذر شديد لكشف سر ما: هل تقصد عالم النور والظلام؟

ماذا تقصد بالعالم النور والظلام؟، يسأل ديفيد بأرتباك وحيرة
باولو يرد بأستفزاز على الحوار: دعنا نستعجل فالساعة يقترب من الثالثة صباحاً.

جاك قائلاً: ولكن يا سيد باولو لم يدم على صيانة الجهاز يوم، وقد يكون هناك خطر على حياتكم، ليرد باولو بطريقة أستفزازية أكثر وواثقة: أنا أعرف عمل الذي أقوم به لا يوجد أحتمالية للخطر ما.

أستلقى باولو بدوره على السرير قائلاً: هيا قم بعملك يا جاك،
بدأ جاك بوضع الجهاز على رأس ديفيد و باولو مرادفاً بجملة: تعودان للوطن بالسلام، وأشغل الجهاز، وبدأ باولو و ديفيد يدخلان في حالة النوم و الأنتقال.

أذا ترددت بين: نعم ولا،
فأختار لا، لأن الرغبة الحقيقية ليست موضع شك

سماء قرمزية حيث تعيش القصص. اكتشف الآن