أنه حقيقة يا سيدي

47 8 1
                                    

عندما فتح ديفيد عينيه، وجد نفسه مستلقياً على سرير في غرفة مليئة بالأجهزة الطبية، وامامه ممرضان يرتديان معاطف بيضاء اللون، حيث قاموا بالتقدم نحوه والتحدث بصوت هامس فيما بينهم:لقد أستيقظ، ولاحظ ديفيد بأن معصميه مثبتان بقيود طبية، وأحس بجهازاً على رأسه. وعندما حاول الحركة، لم يتمكن من ذلك، وعندما نظر إلى جانبه الأيسر، رأى رجلاً ممدداً ومقيداً على سرير آخر، وكان يوجد جهازاً ممدد على رأسه.

بعدما قال أحد الممرضين لديفيد بهدوء أنه يجب عليه عدم الحركة لأنه مازال مستيقظ حديثاً، سأل ديفيد باندهاش: "أين أنا؟". ثم قام أحد الممرضين بطلب منه أن يرتاح لبعض الوقت، ولكن ديفيد فقد هدوءه وأصبح عصبياً، وطالب بفك القيود بصوت مرتفع وبنبرة حادة، موجهاً كلامه للرجل الذي تحدث معه قائلاً: "هيا، فك القيود"، ولكنه في النهاية أجابه الرجل قائلاً: "حسنًا، سنفعل ذلك يا سيدي".

بعدما قام أحد الممرضين بفك قيود ديفيد ونزع الجهاز المتصل برأسه، حاول ديفيد النهوض بسرعة، لكنه أصاب بالدوخة وسقط أرضاً، وفي هذه اللحظة، قبض عليه أحد الممرضين من ذراعيه وقال له بلطف: "دعني أساعدك يا سيد داوود". وعندما سمع ديفيد اسمه، صدمه الأمر ولم يكن قادراً على تصديق ما سمعه، وتوقف للحظات قبل أن يتمالك نفسه ويتحدث مرة أخرى ويقول: داوود؟...

بعدما أخذ الممرضان ديفيد إلى أحد غرف في المستشفى، جلس على الأريكة وقدم له الممرض كوباً من الماء، فشرب ديفيد رشفة صغيرة منه ونظر إلى قاع الغرفة وسأل بصوت هادئ: "ماذا أفعل هنا؟". فأجاب الممرض بلطف: "ألا تتذكر يا سيدي؟". وعندما سأله ديفيد عما يتذكره، حاول الممرض الإجابة، ولكن قبل أن يتمكن من الانتهاء من جملته، عادت ذاكرة ديفيد إليه وتذكر السماء القرمزية والبحر الوردي اللون والجزيرة الجميلة والشمس الزرقاء، وبدأ يتذكر كل شيء.

عندما سأل الممرض ديفيد عما يتذكره، أجاب ديفيد بابتسامة: "السماء القرمزية، الحلم الذي أتذكره"، وعندما سأله الممرض عن مزيد من التفاصيل، أجاب ديفيد: "الينبوع، نعم، ينبوع أخضر جيري اللون". وعندما طلب الممرض منه الاسترخاء والمضي في الحديث لاحقًا، أخذ الممرض يتحرك من المكان، لكن ديفيد أوقفه بصوت منكسر وقال: "انتظر". فسأله الممرض: "ماذا هناك يا سيد داوود؟"، فسأله ديفيد ببحة منكسرة: "من هو ذاك الرجل الذي كان معي في نفس الغرفة؟"، وبدت عليه علامات القلق والارتباك. فأجابه الممرض بلطف: "لا تقلق يا سيد داوود، كل شيء سيكون بخير، لنتحدث عن ذلك في وقت لاحق، الآن ارتاح واسترخِ". وفي هذه اللحظة، غمر ديفيد شعورٌ بالضياع والارتباك، وكان يحاول جاهدًا التفكير في ماضيه ومعرفة من كان ومن هو الرجل الذي كان موجود معه في الغرفة نفسها وما الذي حدث له.

سماء قرمزية حيث تعيش القصص. اكتشف الآن