~الفصل الثاني~

221 9 1
                                    

اصطدمت بشيء قاسي ، ضننته حائطا إلى أن رفعت نظري لتتوسع عيناي بدهشة ، فقلت بصوت متفاجئ :

- ما الذي تفعله هنا ؟!

يا إلهي لماذا أراه في كل مكان ، هل هو جاسوس يتعقبني ، أم مهووس يراقبني....

ابتعدت عنه في حين لاحظت ظهور ابتسامة مستفزة على محياه ثم قال و في صوته لحنٌ مغرور :

- هل وقعتِ في حبي بهذه السرعة ؟ لماذا أراكِ أينما ذهبت ؟

كتفت يدي إلى صدري بعد أن أطلقت ضحكة ساخرة ثم قلت أرمقه بحدة:

- هل تعاني من جفاف عاطفي قوي لهذه الدرجة ؟ لا أظن أن شخص طبيعي قد يضن أي فتاة يراها واقعة في حبه

نضر إلي بغضب حاول إخفاءه جاهداً ثم قال و هو يقترب مني بخطواته الواسعة :

- ألم تظني أنكِ تجاوزت حدودكِ أيتها الشمطاء

حدقت بعينيه السوداء بقوة ثم قلت أقترب خطوة واضعة ابتسامة جانبية على ثغري :

- هل جئت كي تشحذ هنا ؟ أبشرك أنك في مؤسسة إدارية لست في جمعية خيرية ، لذلك يمكنك إنشاء حدودك خارجاً ، أليس كذلك؟

أمسك يدي بقوة ثم قال بصوت كفحيح الأفعى :

- من تظنين نفسكِ أيتها اللعنة ، ما الخطيئة التي ارتكبتها كي ألتقي بكِ اليوم ، اغربي من وجهي حالاً و إلا لن تحبي ما سافعله

هل يظن أنه أخافني بكلامه المبتذل الآن ....
بدأت أشفق عليه ...

ضحكت بقوة ثم قلت و أنا أقترب منه أكثر في حين أخذ يرمقني بترقب :

- هل أبدو لك طفلة ؟ لا أريد إحباطك لكن ما قلته قديم نوعاً ما ، أنصحك في التفكير بعبارات أخرى أكثر فعالية

لم يُجِب لكنَّ تجمُّع الدماءِ في وجهه كان كافياً للتعبير عن غضبه .

ابتعدت أضحك على منظره ثم قلت و أنا أمشي دون أن ألتفت إليه :

- لا زلت تدين لي باعتذار على محاولتك قتلي في الصباح ، بالرغم من أنني لا أريد رؤية وجهك مرة أخرى

اعتدت التعامل مع الكثير من الأشخاص أمثاله ، بعد وفاة والداي عانيت الكثير من الاستغلال من طرف كل الأشخاص حولنا تقريبًا ، لكن لازلت أجيد التعامل معهم ...

توجهت إلى مكتبي ، أراجع الصفقات التي تمت في هذه السنة ، آخذ نظرة على أحوال الشركة قبل مجيئي . وكما ظننت تملك هذه المؤسسة العديد من الانجازات التي أدهشتني ، فلم يتركوا دولة إلا قاموا بشراكة مع إحدى مؤسساتها ...

قاطعتني كارمن التي دخلت بعد أن طرقت الباب قائلة بابتسامة :

- أهلاً مجدداً ، إن المدير يريدكِ في مكتبه

رتبت زوبعة الأوراق أمامي ثم تقدمت إليها قائلة:

- حسناً ، ها أنا ذاهبة

you and me ... different  ~  أَناَ وَ أَنْتَ ... مُخْتَلِفَانِحيث تعيش القصص. اكتشف الآن