اصطدمت بشيء قاسي ، ضننته حائطا إلى أن رفعت نظري لتتوسع عيناي بدهشة ، فقلت بصوت متفاجئ :
- ما الذي تفعله هنا ؟!
يا إلهي لماذا أراه في كل مكان ، هل هو جاسوس يتعقبني ، أم مهووس يراقبني....
ابتعدت عنه في حين لاحظت ظهور ابتسامة مستفزة على محياه ثم قال و في صوته لحنٌ مغرور :
- هل وقعتِ في حبي بهذه السرعة ؟ لماذا أراكِ أينما ذهبت ؟
كتفت يدي إلى صدري بعد أن أطلقت ضحكة ساخرة ثم قلت أرمقه بحدة:
- هل تعاني من جفاف عاطفي قوي لهذه الدرجة ؟ لا أظن أن شخص طبيعي قد يضن أي فتاة يراها واقعة في حبه
نضر إلي بغضب حاول إخفاءه جاهداً ثم قال و هو يقترب مني بخطواته الواسعة :
- ألم تظني أنكِ تجاوزت حدودكِ أيتها الشمطاء
حدقت بعينيه السوداء بقوة ثم قلت أقترب خطوة واضعة ابتسامة جانبية على ثغري :
- هل جئت كي تشحذ هنا ؟ أبشرك أنك في مؤسسة إدارية لست في جمعية خيرية ، لذلك يمكنك إنشاء حدودك خارجاً ، أليس كذلك؟
أمسك يدي بقوة ثم قال بصوت كفحيح الأفعى :
- من تظنين نفسكِ أيتها اللعنة ، ما الخطيئة التي ارتكبتها كي ألتقي بكِ اليوم ، اغربي من وجهي حالاً و إلا لن تحبي ما سافعله
هل يظن أنه أخافني بكلامه المبتذل الآن ....
بدأت أشفق عليه ...ضحكت بقوة ثم قلت و أنا أقترب منه أكثر في حين أخذ يرمقني بترقب :
- هل أبدو لك طفلة ؟ لا أريد إحباطك لكن ما قلته قديم نوعاً ما ، أنصحك في التفكير بعبارات أخرى أكثر فعالية
لم يُجِب لكنَّ تجمُّع الدماءِ في وجهه كان كافياً للتعبير عن غضبه .
ابتعدت أضحك على منظره ثم قلت و أنا أمشي دون أن ألتفت إليه :
- لا زلت تدين لي باعتذار على محاولتك قتلي في الصباح ، بالرغم من أنني لا أريد رؤية وجهك مرة أخرى
اعتدت التعامل مع الكثير من الأشخاص أمثاله ، بعد وفاة والداي عانيت الكثير من الاستغلال من طرف كل الأشخاص حولنا تقريبًا ، لكن لازلت أجيد التعامل معهم ...
توجهت إلى مكتبي ، أراجع الصفقات التي تمت في هذه السنة ، آخذ نظرة على أحوال الشركة قبل مجيئي . وكما ظننت تملك هذه المؤسسة العديد من الانجازات التي أدهشتني ، فلم يتركوا دولة إلا قاموا بشراكة مع إحدى مؤسساتها ...
قاطعتني كارمن التي دخلت بعد أن طرقت الباب قائلة بابتسامة :
- أهلاً مجدداً ، إن المدير يريدكِ في مكتبه
رتبت زوبعة الأوراق أمامي ثم تقدمت إليها قائلة:
- حسناً ، ها أنا ذاهبة
أنت تقرأ
you and me ... different ~ أَناَ وَ أَنْتَ ... مُخْتَلِفَانِ
Romance__________________ ... عاد لمعان المكر ليظهر في عينه ثم أردف بجمود مؤلم : - إذا كنتِ ميتة ، فسأسعى لقتلك مجدداً ؛ لن أيأس حتى تموت كل تلك القطع ، كل تلك الشظايا الحية سأنهي وجودها و وجودكِ من فوق الأرض أنهى كلامه وهو يغرز أصابعه على كتفاي بقوة آلمت...