~الفصل الرابع عشر~

109 5 0
                                    

ابتسمت بجانبية بينما لا تزال عيناه مغلقة ثم أردفت :

- فقط جلوسك بجانبي مزعج للغاية ، لا تحتاج إلى شيء آخر لإزعاجي ؛ أكاد أسحبك إلى هذا البحر وأغرقك به حتى تموت

فتح عيناه ثم نظر لي قليلاً قبل أن يقول بتساؤل :

- لقد ظننتك ستفعلينها ، ما الذي يمنعك ؟

اختفت ابتسامتي ثم أجبته بحدة :

- ببساطة لأنك لا تستحق موتاً رحيماً كهذا ، أنت يجب أن تموت متألماً راجياً باكياً ؛ يجب أن تتمنى الموت في حين لازال أجلك بعيداً أما طريقة كالغرق لن تجدي نفعاً مع وحش مثلك

نظر لي لبرهة ثم ضحك بقوة بينما عقدت حاجباي باستنكار من ردة فعله ليقول بعد أن هدأ :

- حقاً لقد شعرت بالخوف لوهلة ، إن كلامك مؤثر للغاية ، ألم تفكري يوما بالعمل كممثلة ؟

رمقته بغيظ ثم قلت بحقد بعد أن أعدت نظري للبحر :

- كنت سأفكر في ذلك لولا دخولك لحياتي كالعاصفة

سمعت ضحكته المستفزة لكنني تجاهلته كما العادة ؛ لا أريد لأمثاله تعكير حياتي أكثر مما كانت عليه ..

أعدت سؤاله ببرود بعد أن بدأ شعور الملل يتسلل داخلي :

- لماذا نحن هنا ؟

فأجابني بنفس نبرتي :

- نحن ننتظر شيء ما

- ما هو ؟

- لا تستعجلي كثيراً ، سوف تحبينه للغاية فقط انتظري قليلاً

تنهدت بعمق أهدأ نفسي من عدم الانقضاض عليه الآن وقتله ، ثم أخذت أتأمل الشمس البرتقالية التي تكاد تلامس البحر ؛ فهذا موعد غروبها ليحل محلها قمر مضيء ، تتلون السماء بألوان مختلفة منها الأرجواني و الأحمر ، الأصفر و القليل من الوردي ؛ كلها ألوان انسجمت مع زرقة البحر المظلمة ، مشكلة منظراً رائعاً وخالي من البشر الذين يعكرون صفو الجو ..

هب نسيم عليل تحرك معه شعري فأغمضت عيناي بسلام ، أشعر بكل غضبي يختفي وكأن الرياح تهب داخلي ..

تنفست بعمق حين أخذت كمية كبيرة من الهواء أحشرها في رئتاي ؛ هواء اختلطت ذبذباته مع رائحة البحر المميزة التي شقت طريقها مباشرة نحو أنفي ، ما يعطي شعوراً بالاسترخاء ..

لقد بدأ القرص الذهبي بالاندثار في الأفق كأنه يغوص وسط مياه البحر الباردة مع انطفاء ضوءه الساطع ليحل محله ظلام دامس لولا قمر انعكست أشعته على المياه التي شرعت في إصدار أصوات صاخبة نتيجة تحركها مع الرياح القوية ..

اختفت الشمس ومعها السماء الصافية ، حيث استولت على نجومها غيوم كثيفة تنذر بأمطار غزيرة تصاحبها انفجارات مضيئة انتشرت على مساحة السماء ..

you and me ... different  ~  أَناَ وَ أَنْتَ ... مُخْتَلِفَانِحيث تعيش القصص. اكتشف الآن