انها العاشرة ليلاً ، السماء تبدو صافية من نافذة غرفة لويس ..الحديقة بالأسفل تعج بالمرضى ذوي الملابس السماوية المنقطة ؛ منهم من يضمض قدمه ، رأسه أو ذراعه وكلهم اتفقوا على تأمل نجوم الفضاء ..
منهم من يجلس على الكراسي برفقة أحد الممرضين ، و من يمشي فقط على العشب الأخضر تارة يحدق في السماء و تارة ينظر حوله بهدوء ..
هالة من السكينة تربعت على أركان المستشفى ، تعطي لك شعوراً بالاسترخاء ..
وذلك ما أفعله ؛ أجلس قرابة النافذة أفعل ما يقوم به الجميع بينما أحتسي كوبا من الشاي الساخن ، أدفئ نفسي من قساوة البرد ..
إنها ليلة رأس السنة ، الأضواء تملأ المدينة و وجوه الناس تهللت بسعادة تستعد لاستقبال العام الجديد ..
طبعا الجميع غير لويس الذي يستلقي كالجثة وسط الغرفة المظلمة ..
السيد توماس حاول تبرير ما فعله لكنه كان مخطئ ؛ كيف يسمح لنفسه بالتغاضي عن مؤهلاتي و قبولي في شركته بعد طلبٍ من ابنه الأخرق ..
مهما طالت سنوات الانقطاع بينه و ابنه ، لم أسمح له باستخدامي كطعم لترميم علاقتهما المتهالكة ..
علاقتهما لم تتصلح و حياتي سيدمرها ابنه الوقور بعد كل شيء ..
تنهدت باستسلام لحظي البائس ؛ عائلته ذهبت طلبا للراحة و تم تركي معه وكأنني زوجته فعلاً ..
أليكس :
نحن في غرفة المعيشة أمام التلفاز الممل ..
جلست أتناول الفشار في حين يشغل الأريكة الثانية نيكولاس و أخته المشاغبة التي تحاول فصل رأس الدمية عن جسدها ..
نشاهد فلما تمت اعادته آلاف المرات ، والصمت يحل على المكان ؛ هدوء ما بعد الشجار مع نيكولاس كما العادة ..
رنين الجرس كان من غير المألوف سماعه في هذا الوقت من الليل ، فاستقمت من مكاني أفتح الباب ليظهر طيف فتاة مبتسمة قبل أن تنقض علي بعناق قائلة بصوتها المرح :
- يا إلهي لقد أصبحت ضخما ! لقد أصبحتما طوالا كما تخيلتكما
حسنا ، من نبرة صوتها المتحمسة و ضآلة جسمها في حضني يمكنني القول أنها داليا ..
بادلتها الحضن بيمناي ، أغلق الباب بالأخرى فأسرعت تفصل العناق وتنظر لي قائلة بابتسامة :
- أنت أليكس صحيح ؟
ابتعدت ثم أخذت تنظر في الجدران قائلة بينما تتحسس ملمسها :
- لم يتغير شيء بالرغم من كل تلك السنوات ، حتى الطلاء فهو نفسه !
أعادت نظرها لي ثم قالت بعبوس طفيف :
أنت تقرأ
you and me ... different ~ أَناَ وَ أَنْتَ ... مُخْتَلِفَانِ
Roman d'amour__________________ ... عاد لمعان المكر ليظهر في عينه ثم أردف بجمود مؤلم : - إذا كنتِ ميتة ، فسأسعى لقتلك مجدداً ؛ لن أيأس حتى تموت كل تلك القطع ، كل تلك الشظايا الحية سأنهي وجودها و وجودكِ من فوق الأرض أنهى كلامه وهو يغرز أصابعه على كتفاي بقوة آلمت...