~ الفصل السادس عشر~

98 5 2
                                    


انها العاشرة ليلاً ، السماء تبدو صافية من نافذة غرفة لويس ..

الحديقة بالأسفل تعج بالمرضى ذوي الملابس السماوية المنقطة ؛ منهم من يضمض قدمه ، رأسه أو ذراعه وكلهم اتفقوا على تأمل نجوم الفضاء ..

منهم من يجلس على الكراسي برفقة أحد الممرضين ، و من يمشي فقط على العشب الأخضر تارة يحدق في السماء و تارة ينظر حوله بهدوء ..

هالة من السكينة تربعت على أركان المستشفى ، تعطي لك شعوراً بالاسترخاء ..

وذلك ما أفعله ؛ أجلس قرابة النافذة أفعل ما يقوم به الجميع بينما أحتسي كوبا من الشاي الساخن ، أدفئ نفسي من قساوة البرد ..

إنها ليلة رأس السنة ، الأضواء تملأ المدينة و وجوه الناس تهللت بسعادة تستعد لاستقبال العام الجديد ..

طبعا الجميع غير لويس الذي يستلقي كالجثة وسط الغرفة المظلمة ..

السيد توماس حاول تبرير ما فعله لكنه كان مخطئ ؛ كيف يسمح لنفسه بالتغاضي عن مؤهلاتي و قبولي في شركته بعد طلبٍ من ابنه الأخرق ..

مهما طالت سنوات الانقطاع بينه و ابنه ، لم أسمح له باستخدامي كطعم لترميم علاقتهما المتهالكة ..

علاقتهما لم تتصلح و حياتي سيدمرها ابنه الوقور بعد كل شيء ..

تنهدت باستسلام لحظي البائس ؛ عائلته ذهبت طلبا للراحة و تم تركي معه وكأنني زوجته فعلاً ..

  أليكس  :

نحن في غرفة المعيشة أمام التلفاز الممل ..

جلست أتناول الفشار في حين يشغل الأريكة الثانية نيكولاس و أخته المشاغبة التي تحاول فصل رأس الدمية عن جسدها ..

نشاهد فلما تمت اعادته آلاف المرات ، والصمت يحل على المكان ؛ هدوء ما بعد الشجار مع نيكولاس كما العادة ..

رنين الجرس كان من غير المألوف سماعه في هذا الوقت من الليل ، فاستقمت من مكاني أفتح الباب ليظهر طيف فتاة مبتسمة قبل أن تنقض علي بعناق قائلة بصوتها المرح :

- يا إلهي لقد أصبحت ضخما ! لقد أصبحتما طوالا كما تخيلتكما

حسنا ، من نبرة صوتها المتحمسة و ضآلة جسمها في حضني يمكنني القول أنها داليا ..

بادلتها الحضن بيمناي ، أغلق الباب بالأخرى فأسرعت تفصل العناق وتنظر لي قائلة بابتسامة :

- أنت أليكس صحيح ؟

ابتعدت ثم أخذت تنظر في الجدران قائلة بينما تتحسس ملمسها :

- لم يتغير شيء بالرغم من كل تلك السنوات ، حتى الطلاء فهو نفسه !

أعادت نظرها لي ثم قالت بعبوس طفيف :

you and me ... different  ~  أَناَ وَ أَنْتَ ... مُخْتَلِفَانِحيث تعيش القصص. اكتشف الآن