~الفصل الثالث عشر~

100 4 0
                                    

لقد مر بالفعل ثلاثة أسابيع من الملل و الغضب بالإضافة للكثير من الإستفزاز مع هذا الأحمق الأخرق ؛ لم أعد أستطيع تحمل العيش معه كلما رأيت وجهه تذكرت ما فعله لعائلتي ، أود قتله بشدة كي يتسنى لي رؤيته وهو يتألم بينما أضحك على منظره ، لكن لن أقضي بقية حياتي في السجن من أجل شخص مثله ..

مرت الأيام ببطء شديد لكنني استمتعت بالتجول في أنحاء باريس بالإضافة إلى زيارة تلك الحديقة واللعب مع إيميلي ؛ لقد اكتشفت بأنها ووالدها ستيف يرتادون الحديقة مرتان في الأسبوع فاعتدت الإلتقاء بهما لألهي نفسي باللعب مع الصغيرة و التحدث مع والدها الذي اكتشفت شخصيته المرحة و المريحة فلم أجد صعوبة في تكوين صداقة معه ..

بالإضافة لأنني علمت أنهما يعيشان في نيويورك لكنهما يأتيان عادة لقضاء أيام نهاية السنة و عيد الميلاد هنا ..

حسناً ، إنه قرار صائب ؛ أنا بدَوْري أظن أنني سأرتاد على هذه الدولة كثيراً ..

إن يومي ممل للغاية فمن غير زيارة الحديقة أجلس أمام النافذة الزجاجية أتأمل الشوارع و الناس الذين يمشون في كل الإتجاهات ، أو أشغل نفسي بهاتفي أو بالنوم ؛ أحاول قدر الإمكان تجاهل ذلك الأحمق فأعصابي أصبحت على المحك ..

وكما جميع الأيام أرتشف من قهوتي الصباحية جالسة على الطاولة الشفافة و أتجول بعيناي في السماء تارة وفي الأرض تارة أخرى ؛ نهاية السنة على الأبواب فتبقى لها ثلاثة أيام لذلك ترى الأسواق و المحلات مكتظة بالمشترين فهناك من يشتري الهدايا و من يبتاع الحلويات وأيضا من هو مشغول بأخذ الأشجار المزينة بأشرطة ملونة و مصابيح ذات ألوان مختلفة ..

حماس الناس هذا لإستقبال العام الجديد ؛ يشعرني بالدفئ و السعادة فالكل يريد تجهيز منزله بأفضل الأشياء حتى يعيش سنة جميلة كجمال الزينة ، مقتنعين بأن كل ما يبذلونه من جهد سيحصدون أثره في الأحداث السعيدة التي سيعيشونها مستقبلاً ..

أنا أرى هذا الأمر تافه لحد ما فلا أحد سيغير أحداث حياته فقط لأنه أشعل الأضواء على شجرة و اشترى حلوى لذيذة ، لكن لابد للناس إيجاد شيء يلومونه على تعاسة حياتهم ؛ فكل شيء سيء حدث لهم سببه عدم شراء زينة مناسبة في رأس السنة ..

تنهدت براحة وأنا أغمض عيناي بسلام حتى سمعت صوت الباب يفتح بقوة ..

رفعت رأسي ثم حدقت بمصدر التعاسة خاصتي قائلة بحاجب مرفوع :

- هل تريد خلع الباب ؟

ابتسم بجانبية ثم أردف وهو يستلقي بظهره على السرير :

- ربما ، و ربما لا

قلبت عيناي ثم أعدت نظري للنافذة فقال بصوته العميق :

- سنغادر من هنا في غضون هذا الأسبوع

التفت له بسرعة ثم قلت بتفاجئ :

you and me ... different  ~  أَناَ وَ أَنْتَ ... مُخْتَلِفَانِحيث تعيش القصص. اكتشف الآن