¹-𝕀𝕥 𝕙𝕦𝕣𝕥𝕤

1.6K 69 1
                                    

إنه مؤلم

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

إنه مؤلم

==

في منزلٍ راقٍ في احد الأحياء الهادئة من ذوي الطّبقة المتوسطة في الدولة، بين ضواحي فرنسا كان الصبيّ الصغير صاحب الخمسة عشر عامًا متكوّرًا حول نفسه في شكل كُرة بينما جسده الضئيل مكسُو بالعلامات الأرجوانية في كل مكان.

بؤبؤ عينيه متّسعٌ ومقلتاه تجوبان الصّالة حوله، والده السّكيرُ يحطّم الأثاث من حوله و والدته العصبيّة تستمر بلعن زوجها، خِشيَةً علي تكلُفة إصلاح كل ذلك؛ فهي تودّ شراء المزيد من الملابس والعطور لنزهاتها.

يري الفتي والديه علي هذه الحالة منذ وعَي علي الدُنيا، لم يكُن له نصيبٌ في المُلك أو الترفيه بكلّ ما يملُك منزله، كان من ابسط الأولويّات هو الحصول علي الطعام للإفطار والغداء فقط، لكنّه لا يجد من يُلبّي نداءه المستغيث!

تستمر بطنه بالقرقرة وهو يراها تهضم نفسها من الدّاخل، ليس لديه شيءٌ ليفعله حيال اقتراب موته، فإن والديه لا يرونه حتّي ليلحظوا كمّ الضعف والمُعاناة التي يمُر بها طفلهما الغير ناضج!

كانت اثار الكدمات في وجهه بارزةً وهو يشكُر ربّه ان كدمات وجهه هي ما تُشفي عكسَ سائر جسده المُشوّه، لم يشأ ابدًا أن يكون في هكذا عائلة.

"أنتَ إيها اللعنة! " أغلق عينيه سريعًا لإلتفات والدته نحوُه لأول مرةٍ منذ اسبوعٍ تتحدّث اليه، وهذه المرة لم يتمناها أبدًا؛ فهي غاضبةٌ حدّ ان تقتله!

أخذت فروة الصّبي المسكين بين اناملها تشدّ عليها أكثر بأظافر الساحرات خاصّتها ليخرج أنينٌ ضعيفٌ من ثغر الصبيّ، تجرّه امامها لتتركه للزهريّة المكسورة؛ لتؤشر له عليها فيفهم أنه سيجمُع قطع الزجاج بيديه العاريتين!

يُبلّل شفتيه عند كل قطعةٍ تمسكها اصابعه المرتجفة، يستمر ببعثرة أنفاسه المضطربة في كل جهةٍ يلتفت بها في محاولةٍ يائسةٍ للأنتهاء بسرعة.

نمَت ابتسامةٌ ضعيفةٌ علي شفتيه الصغيرتين وهو يُمسك آخر قطعةٍ بعد مُحالفة الحظّ له في تجنّب الجراح المؤذية، في حالته الضعيفة قد يقتلُه أقلّ جرح!

أرنُوبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن