• سِلَايِم.
==
"أصبَحتَ تشرب القهوَة كثيرًا، رائحتُها لا تُفارق الشّخير الظريف الخارج من ثغرك، تنفُث البرد كثيرًا رُغم احتوائي لجسمك " تحدّث الأكبر وهو يتّخذ مجلسًا جانب صغيره، الصّبي نقُصت فترات انزلاقه في فترة مساحته منذ وقتٍ، ذلك لم يُعجب تايهيونق كثيرًا فهو يشعر بانطفاء توهّج الفتي. "أشعُر بالضّوء يُسلب منّي، لم أعُد كما أنا- أحتاجُك بكثرةٍ، ذُبولي واضحٌ، أليسَ كذلك؟ ".
تنهّد تايهيونق بينما تخرُج نفخةٌ باردةٌ من البُخار منه، شعر أنّه ينطفئ كذلك.. الشُعور الذي يُلازمهما غريبٌ حتي عجز الطّبيب النفسيّ عن تفسير سببٍ له، قلبهما مُبتهجٌ ودافئ.. لكن هنالك بؤرةٌ سوداء فيه.
لا يعلم تايهيونق متي سيتلاشي ذلك الشعور، لكنّه لا يتفاقم أو يقلّ حتي.. "لستُ متأكدًا أنه شيءٌ سيزُول، لكنّني بذات شعورك يا جونقكوك، أحتويك كثيرًا علّ ذلك سيختفي أو أنّه وهمٌ منّي، أشعر بالغرابة- " بُتِر حديث الرجل الأكبر لينحني فوق صدر الصّبي.
فزع جونقكوك لأنين والده وهمّ يُساعده بالإعتدال، "أبي- أبي، ماذا يؤلمك؟ " يُمسك الذكر الأكبر صدره من جهة اليسار، تعابيره المُؤلمة ووجهه المُتشنّج ساعد الصّبي علي استدراك الوضع، سريعًا انتشل معطفه وخاصّة والده، يُساعده للخروج حتي يركب السيّارة.
لم يكُن جونقكوك واثقًا ممّا سيفعل، الصّبي انتزع قفّازاته يُلبسها لوالده حتي يُحافظ علي دفئ جسمه، أذنيه استخدمهما في تدفأة رأسه ومنح وشاحه لوالده بالمثل، تفاقم خوفه إذ أنه مُضطرٌ للقيادة بهما للمشفي التي تبعُد بشوارع يستغرق عُبورها رُبع ساعةٍ.
"ج- جونقكوو- لا تفعل! " كان يلفُظ الرجل الأكبر أنفاسه بصعوبةٍ ويتآوه، صدره يستمرّ باتخاذ الوضع الضّيق عليه ليشهق ساحبًا الكثير من الهواء، لم يستطع الصّبي مُشاهدة ذلك.. صعد بسرعةٍ وشغّلها ليُخطأ مرّتين في توجيه السيّارة للخلف.
يزفُر الهواء البارد والدموع ملأت عينيه، صدره ضاق عليه كذلك لتهرُب شهقاته، ارتجل من السيارة بسُرعة يركض خارج البوابة للشّارع.. يُلوّح للسيارات المارة ويصرُخ طلبًا للمُساعدة، خرج فتي الجيران الذي يكبُره بأربع سنواتٍ ليُلبّي طلب مساعدته، صعد السيّارة السوداء ليقود صاحبيها نحو المشفي بسرعة متوسّطة.
أنت تقرأ
أرنُوب
Fantasiجونقكوك أرنوبٌ صغير، وتايهيونق اكتشف أنه مُغرمٌ بالأرانب اللطيفة. بدأت: السّادِس عشَر من يُونيُو،٢٠٢٢م. انتهت: العَاشِر من يُولِيُو،٢٠٢٢م.