¹⁷-ℍ𝕦𝕘 𝕪𝕠𝕦 𝕗𝕠𝕣𝕖𝕧𝕖𝕣

230 21 1
                                    

• حِضنُكَ لِلأَبَد

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

حِضنُكَ لِلأَبَد.

==

"بانِيي- صغيري، تعلُم أينَ وضعتُ كِتابي؟ " تلقّي النّفي، تنهّد الأكبر وهو يُقبّل وجنة الصّبي.. جونقكوك قد ابتعد للخلف، توقّف تايهيونق عن البحث بعينيه عن كتابه بابعتاد الفتي عنه لمسافةٍ شبه كبيرة.

عينيّ جونقكوك متوسّعة منذ فترة ونظرته خائفة ومُتردّدة، يستمرّ بالتراجُع حين يقرُبه تايهيونق، الرجل الأكبر كان مُتحيّرًا، لما يبتعد عنه بهذه الطريقة؟

"جونقكوك، أنتَ تبتعد، لقد لاحظتُ ذلك بالفعل- كم مرةً أخبرتُك أنه يتوجّب عليكَ مُصارحتي إن أصابك شيءٌ؟ " تكتّف تايهيونق، تناسَي أمر كِتابه الضائع وانشغل بمشكلة الصّبي، تجتمع الحُمرَة بوجه جونقكوك وينعقد لسانه، التوعّكات التي تُصيب معدته جعلته ينحني للأمام بجلسته ويُحاول الحديث بصعوبة.

"أ- أنا، مُقرِف، أ- أنا مُ- مُقرف أبيي " بتأتأةٍ تحدّث وموالحه انهمرت علي وجنتيه دون انتظار، تايهيونق المُتحيّر اقترب يحتضن الصّبي، لم يفهم ما المقصُود لديه من أنه مقرف، تايهيونق لا يجد وحيده مُقرفًا أبدًا.

"انظُر- مُقرِف! " صرخ جونقكوك وهو يفتح أزرار قميصه، كان الشّعر القصير والشبه مرئيّ كفَرو الأرنب الأبيَض يغزو طول ذراعيه والبعض من أسفل بطنه، فكّه كذلك احتلّه بعض الشعر الذي لاحظه تايهيونق منذ فترةٍ نتيجة تقبيله لوجنة الصّبي.

"كُوكيي، أنت تعلم أن ظهور الشّعر طبيعيٌّ وهو من مظاهر البِلُوغ، كما أن الأرانُب تملُك الفِراء الكثِيف يا بانّي فلما هو مُقرِف؟ هذا ليسَ مُقرِفًا حبِيبيّ! " نفي الصّبي بقوةٍ، ويديه تمسّكتا بملابس والده بينما يُحاول الكلام بين شهقاته، "ل- لكنه مُقرف! لا أريده، لا يرحل عنّي- لا أريد أن أكبُر، أريد العودة صغيرًا، أنتَ توقّفتَ عن الإعتناء بي " يأنِ الصّبي وتستمر دموعه بالهطول، يقضم تايهيونق شفته مانعًا ابتسامته علي براءة الصبي.

"صغيري، أنا أمتلك الشّعر مثلك، لا تخجل من ذلك كوكتي، حبيبي! لم أتوقّف عن الإعتناء بك بل أراقبك دائمًا، فتَاي الصغير- لا يجب أن تفكّر أنّ والدَك سيتركك أبدًا ".

النّدمُ أكل الصّبيّ بعد قول أن ذلك مُقرف ونسي أن والدَه يملُك ذلك الشّيء المُحرِج، يعضّ شفته السُفلي ويبكِي باستسلامٍ، انهَار، إنهَار جُونقكوك مِن رهبَة قلبِه والإضطِراب المُؤلم، يستلقِي في حضنِ والدِه، يمسَح تايهيونق فوقَ شعرِه النّاعم ويُقبّل وِجنتَيه.

"انظُر للسّماء، انظُر للنّدَي الطّاهِر، انظُر لنقَاوةِ الغيُوم، انظُر للحشَائِش المُتراقِصة بتناغُم، مع الرّياحِ يرقُصون، ألَن تتلَائم بشرتُك الشّاحبةُ والرّقيقَة معها، كُوكَتي؟ " يهمُس والدَه وهو كالمُغيّب، يُومِئ علي سُؤال والدِه وهو ليسَ في عقلِه، فيما بدأت تنهَمر دمُوعه اللامِعةً كحبّة المَاس الغالِيَة.

"كُوكَتي- طِفليَ الصّغيرُ، بابَا أحبَّك ولا يزالُ، والدُكَ مُنذ رآكَ سُحِرت عينَاهُ بوَداعَة رُوحِك، انظُر لخفّتِك وحُسنِ خُلقِك؟ كُوكَتي، كُوو صغِيري الوحِيد، يومًا ما سأرحَلُ عن العالَم وستُشارِكني يا حُلوي، أحرُص علي تركِ أفضَل الذّكريَات نرحُل بها سويًّا، الأمرُ ليسَ مفهُومًا لديكَ، أعلَم، لكنّ ما أريدَك أن تفهُمه يا بُنَي- هوَ أنّني أُحبّك يا وحِيدي ".

"أحبّك، أحبّكَ يا أبِي- سامِحني " مُرتميًا بأحضانِ والدِه يضحَك بسعادةٍ وُسطَ بُكاءه، لا يفهَم النّاس ما بينهم، لا يفهمه سُوي والده لرابطة قلبيهما، للّعنة التي سقطَت عليهِ ظُلمًا.

"وحِيدي، لا تُبكِي مِقلتَيكَ يا جُونقكُوك، بانِي والدُك معك- وكُلّه بخيرٍ في وجُود والِدك ".

"سنظُلّ أبي، معًا، أحبّك يا والدِي، أحبّك ولا أرغُب بالرّفاهِية ولا التمَيُّز، أريدُ حِضنَك فقَط ".

"أنا كذلِك- بالمِثل بانِي، بالمِثل صغيرِي ".

...

علَي النّاحية الأخري.. كان علي هُوسوك مُراقبة مَن أحبّه مُخالفًا للطّبيعة وهو يحتضُن ابنه الأوحَد، الإبنُ الذي لم يستطِع إنجابَه يومًا. وكم أراد تهشِيم عظام الصّبي عظمةً بعظمةً.

"أنتشِلوهما من بعضٍ! " التَفت الأبُ مذعُورًا من الصّرخة القادِمة من خلفهما، يُسارع بإحتواء بدَن الصّبي المُرتجف، تنزلق الدُموع ببطءٍ عن وجه جُونقكُوك فيما يُراقب رفيق والدِه يأمُر المُسلّحين بفصلهما عن بعضٍ.

يمتعِض وجهُ الصّبي ويتعالَي بُكاءه عند تضارُب الأيدِي بظهرِه لإنتِشاله، تعالَت صرخَاتُ تَايهِيُونق في المُقابل وهو يُحاول دفعهُم، توجّهت لكمةٌ للصّبي حالمَا قرّر الفِرار من أيدِيهم. "جُونقكُوك!! " يصرُخ تَايهِيُونق مُرتعِبًا.

ينهارُ بدَن الفتي طرِيح الأرضِ يبكي بكُلّ ما يملُك، يهتَزّ ذِيلُه سريعًا فيمَا تسقُط أذنَيه فوقَ وِجهه لتَغطِية عِينَيه، "لا تفعَل هُوسُوك، لا تُؤذُوا وحِيدي " إنهَار جسدُ تَايهِيُونق مُكبّلًا بالأغلالِ فيمَا يقُف فوقَه هُوسوك بنُظرةٍ باردَة.

"أبِي- خائِف! " يصِيحُ جُونقكُوك، تنغلِق عينَي تَايهِيُونق بإنهِيارٍ بعدَ صُراخ جُونقكوك وهُم يضعُونه بالأغلَال، "حبِيبي لا تخَف، لن يُؤذِيك أحدٌ كُوكَتي، سأفعُل المُستحيل لأجلك ".

"ألقُوهم في صندُوق السيّارة، ضعُوا الصّبي في حُجر أبِيه- قد تكُون آخر مرّةٍ لهُما معًا ".

==


٩/٧/٢٠٢٢م.
- عِيدٌ مُبارَكٌ.

أرنُوبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن