• صَدِيقَة.
==
"أبِي— لا أجد حذائي " يقف جونقكوك بحيرةٍ علي الباب وهو يتلفّت حوله، بعد عودته من المشفي لم يخرُج.. بل لم يتحرّك حتي هذا اليوم بعد مُعاناة لاقناع والده بالذّهاب للجامعة.
امتضت فترة شهرٍ والصّبي طريح الفراش.. لم يختلف الأمر كثيرًا عن الطبيعيّ فهو كان يُمضي وقته جوار والده كما اعتادا، لم يشعر بالعجز ولا النّقصان. كان جونقكوك سعيدًا جدًّا بالتّدلُّل علي والده والمرح معًا.
"هُنا صغيري، أبقيتُه بالخزانة الصغيرة حفاظًا عليه، حذاء الأرنب الصّغير هُنا. " خجل الصّبي من تذكير والده له أن حذاءه الظريف عليه أرنب صغير، وهو الحذاء الذي اقتناه بسنّ الثامنة عشر، مقاس الصّبي كما هو منذ سنوات.
"بيبي كوكيي لا تخجل حبيبي، هيّا لنذهب " كشط شعر الصّبي ليخرجا نحو السيّارة، كانت القيادة بطيئة للغاية بسبب ازدحام السيّارات، استطاع جونقكوك التعرّف علي الكثير من طلّاب جامعته بسيّاراتهم الخاصة يقودون لوحدهم، فكّر في أنه كيف يمكنهم مفارقة آبائهم لتلك المدّة ويغامرون في القيادة بالسيارات الفخمة بسرعاتٍ عالية! ألا يخشون؟
عقله الصّافي كان منشغلًا بمراقبة المباني حوله بعيونه اللّامعة، بالرُغم أنه حفظ الطريق، وبالرُغم أنه يعرف كل شبرٍ في المدينة.. لكنّه لا يحبّذ السير وحيدًا في الشّوارع دون والده، تايهيونق يحميه عن أنظار النّاس ويشغله أذنيه بهمساته المطمئنة، بدَل أن يستمع لتهامس البشر حول أنه غريب أطوارٍ ومُدلّل.
يصفُه طلّاب الجامعة بالمُنفصم وينفون صحّة دخوله في متلازمة المساحة الصغيرة، يعتقدون أنه مجرّد مجنونٍ أو مُتوحّدٍ يدلّـله والدُه لنيل الدرجات العالية وعدم الحصول علي الإزعاج في جامعته. درجات الصّبي العالية لا تعجب بقيّة الطلاب، خاصّةً لأنه جونقكوك كيم فهم لا يحبّونه رُغم وداعته ولطفه.
"وصلنا صغيري، انتظرني ثانية " أومأ جونقكوك يتمسّك بحزام حقيبته متوسّطة الحجم والتي تغرق ظهره الصّغير، كان يأخذ ركنًا وحيدًا قرب بوّابة الجامعة في انتظار أن يصفّ السائق السيّارة ويعطي والده المفاتيح، "إنّه المسخ المتوحّد "، "إلهي كم هو متصنّع وبشع! ".
أنت تقرأ
أرنُوب
Fantasíaجونقكوك أرنوبٌ صغير، وتايهيونق اكتشف أنه مُغرمٌ بالأرانب اللطيفة. بدأت: السّادِس عشَر من يُونيُو،٢٠٢٢م. انتهت: العَاشِر من يُولِيُو،٢٠٢٢م.