ضائعة، جائعة، مرهقة، تمشي بصعوبةٍ مستندةً بعصا ويمشي بجوارها كلبها أبيض اللون ذي البقع السوداء ، تنظرُ الفتاة يمنةً ويسرةً لكنها لا ترى حولَها سوى أشجاراً كثيفةً وغابةً لا نهايةَ لها .
وبعد مدّةٍ من المشي البطيء فجأةً تلمحُ شيئاً أزرقَ على الأرضِ وما إن تراه لا تتمالكُ نفسَها وتلقي نفسها عليه بشكلٍ لا أرادي ، لكنها تنظرُ بعدها إليه بإمعان ويظهرُ أنّه مجرّد زهرةٍ بيضاءَ وهي قد توّهمت أن لونها أزرقُ منذُ قليل ويبدو أنَّ ذلك قد كان مجردُ تخيّلاتٍ قد رسمها عقلُها الباطني بسبب تعبها الشديد .
نظرةٌ حزينةٌ تظهرُ أسفلَ شعرِ الفتاة الأسودِ القصير وهي تحدّق في الزهرةِ البيضاءِ وتنزلُ دموعُ خيبةِ أملٍ من عينيها .
وبعدَها تقفُ الفتاة وتجمعُ شُتاتَ نفسِها ، تستندُ على عصاها وتكملُ المشيَ بصعوبةٍ بشكلٍ بطيء، وتواصلُ السير في الغابةِ بينَ الأشجارِ الضخمة وتلمحُ بعضَ الحطام وبقايا أسمنت ممّا يدل على أن هذه المنطقة قد كانت مسكونة في وقتٍ من الأوقات ، لكن الفتاة لا تبالي بشأنِ ذلك كثيراً وتواصلُ المضي سعياً للوصولِ إلى غايتِها .
لكن بعد السيرِ لعدّةِ ساعاتٍ بدون إيجادِ أيِّ شيء تحسُّ بالدوارِ نتيجةِ الإرهاق ، وبعدَها تسقطُ فجأةً على الأرضِ وكلبُها يبدأُ بالنباحِ نتيجةَ ذلك ، وأمّا الفتاةُ فتبقى ملقيةً على الأرضِ لمدّةٍ ثمَّ تُبدأُ عيناها بالانغلاقِ ببطؤٍ بينما هي تستمرُّ في سماعِ نباحِ كلبِها حتى تنغلقَ عيناها تماماً ومن ثمَّ تدخلُ الفتاةُ في غيبوبة .
.
.
.
.
.
.
.ثمّ بينما هي مغميٌّ عليها ترى حلماً ، حلماً قصيراً غريباً ، حيثُ ترى نفسَها تحلِّق بينَ مبانٍ ، ولكّنها لا تحلّق بأجنحة بل بدلاً من ذلك كانت تطلقُ في الحلمِ حبالاً لها خطّافات وتصطدمُ هذه الأخيرة في المباني جاعلةً الفتاة تحلّق في الهواء كشخصٍ خارق ، كما شعرت الفتاة أنّها تشمُّ رائحة غازٍ في الحلم ...
.
.
.
.
.
.
.
.وبعد مدةٍ تستيقظُ الفتاة على لعقِ كلبِها لرأسِها ، ترفعُ رأسَها ناظرةً حولها لبرهةٍ من الوقت ، ثمَّ ترفعُ جسدَها متحملةً الإرهاق وتستندُ على عصاها لكي تواصلَ رحلتَها ! لكنها بعد أن تقفَ مباشرةً فجأةً تلاحظُ شيئاً ما يتحركُ بينَ الحشائشِ ...
.
.
.
.
.ثم بعدَ مدةٍ تجدُ الفتاةُ نفسَها مع كلبِها مقابلين لشجرةٍ عملاقةٍ حقّاً وتبدو بارزةً بينَ أشجارِ المنطقةِ حولَها وتفوقهم حجماً بكثير ، وهناكَ مجموعةٌ من الطيورِ تدورُ حولَ الشجرةِ بشكلٍ غريب وكأنّهم يقومون بطقوسِ عبادةٍ خاصّةٍ بهم .
تنظرُ الفتاةُ إلى قاعدةِ الشجرةِ وترى جذعها مفتوحاً من الأسفَل حيثُ من الممكن الدخول إلى الشجرةِ عبرَ هذه الفتحة وكأنّها بابٌ لها ، تنظرُ الفتاةُ إلى هذه الفتحةِ ولا ترى إلّا ظلاماً دامساً داخلَها مما يضفي جوّاً من الرعب وعدم الطمأنينة مما قد يخبّئه لها هذا المكان ، لكن الفتاة لا تتردّد أبداً وتبدأُ السيرَ متّجهةً إلى الداخل ، بينما كلبُها يبدو أنَّه له رأيٌ آخر ويبقى واقفاً في الخارج وكأنّه مرعوبٌ من الظلمةِ داخل الشجرة .
أنت تقرأ
العملاق المهاجم : فجر إمبر
Fantasyفتاة تضيع في غابة وتجد فيها بالصدفةِ كياناً غامضاً عمره أكثر من ألف عام يعطيها القدرةَ على التحوُّلِ لعملاق ممّا سيغيّرُ حياتها إلى الأبد ! في عالمٍ ينقسمُ إلى قسمين علويٌّ وسفلي والعنصريّةُ هي مدعاةٌ للفخرِ فيه ، وفي رحلةٍ دمويّة مبتغاها هو التها...