الفصل السابع عشر : من أنا ؟

633 104 350
                                    

أرك الانبعاث
الفصل الأوّلُ من الأرك
عدد الكلمات : 5588 كلمة

في مكانٍ ما في مدينةٍ ما من الصحراءِ يمشي أحدُ الرّجالِ في أحدِ الأزقّةِ ليلاً مغطيّاً جسده بوساطةٍ رداءٍ خاص ذي قلنسوة ، ويستمرُّ في المشيِ حتّى يصلَ إلى بابٍ ما ، يقتربُ منه ويفتحُه ويدخلُ إليه ، وفي الداخلِ يوجدُ رجلٌ ما جالسٌ على كرسيٍّ أمامَ مكتبٍ ويقرأُ كتاباً ما بعنوانِ "خبايا وأسرار العالمِ السُّفلي" ، ينزلُ الرّجلُ الذي دخلَ قلنسوةَ الرّداءِ من رأسِه ويظهرُ أنّه مايل أحدُ الرحّالين الأربعة من سندريا ! يلتفتُ الرّجلُ الذي يقرأُ إليه وينظرُ إلى مايل وهذا الرّجلُ الجالسُ يرتدي قناعَ جمجمة !

الرجل ذي قناعِ الجمجمة : حسناً حسناً حسناً ؛ إنظروا من لدينا هنا !

مايل : لقد نفّذتُ المهمّةَ التي طلبتَ منّي القيامَ بها ! والآن عليكَ التقيُّدُ بالإتّفاقِ وإعطائي ما طلبتُه منك !

الرجل ذي قناع الجمجمة : لقد أحسنتَ صنعاً ! وهل سارَّ كلُّ شيءٍ بدونِ أيّةِ مشاكل ؟

مايل -يبدو مضطرباً- : نعم ، لقد سارَ كلُّ شيءٍ كما أنتَ أخبرتَني بالضّبط ! لقد طلبتُ منَ الحدّادِ أن يصنعَ ذلكَ السّيفَ الغريب وعلى الرغمِ من استغرابه من ذلك لكنّه قد قامَ بصنعِ السّيفِ بالفعل ، ثمَّ قتلتُه هو والأربعةُ الآخرين في نفسِ التوقيت الذي أخبرتَني به ! ولا يمكنكَ تخيّلُ الفوضى التي حصلت نتيجةَ ذلك ! لقد قمتُ بمجازفةٍ بفعلي هذا وكدتُ أن أموتَ من الرّعبِ بسببِ ذلك ، لكن لا بأس يمكننا نسيانُ الأمر وكلُّ ما أريدُه منكَ الآن هو الالتزامُ بإتّفاقك ! دعني أرى عائِلتي مجدّداً !!

رجل الجمجمة : أنتَ تبدو مستعجلاً بشكلٍ غريب ، بالرغمِ من أنّنا نمتلكُ وقتَ العالمِ بأسرِه !

مايل غاضباً : كفاكَ كلاماً سخيفاً ودعني أرى عائلتي الميّتةَ حالاً !!

رجل الجمجمة : حسناً حسناً ، يالقلّةِ الصّبر ، تعالَ وإجلس بجانبي .

ثمَّ يقتربُ مايل منه ويجلسُ على الكرسيِّ جانبَه ومن ثمَّ يضعُ رجلُ الجمجمةِ يدَه على رأسِ مايل وتظهرُ شحناتٌ حمراءُ غريبة ، ثمَّ يبعدُ رجلُ الجمجمةِ يدَه عن مايل وبعدها يرتخي جسدُ مايل فجأةً كأنّه في حالةٍ ما من غيبوبة .

ينظرُ رجلُ الجمجمةِ إلى مايل النائم ، ثمَّ يفكّر : إنّه لمنَ الغريبِ ما الذي قد يفعلُه البشرُ من جنونٍ من أجلِ الأشخاصِ الذين يحبّونهم ... أليس كذلك ؟!

يبقى مايل في غارقاً في غيبوبته ولا يسمعُ كلام الرّجلِ المقنّعِ طبعاً .

ثمَّ يلتفتُ رجلُ الجمجمةِ وينظرُ إلى السّقفِ ثم يتذكّرُ موقفاً ما ، يتذكّرُ ذلكَ اليوم عندما تحدّثَ مع ريبيكا في روديني وإعطاها تلكَ السّاعةَ الذهبيّة !

العملاق المهاجم : فجر إمبر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن