الفصل الرابع : حقيبة

1.6K 293 541
                                    

أرك عشرون يوماً
الفصل الأول من الأرك
ع

دد الكلمات : 3766 كلمة


بعد تسعةِ أشهر ...

روديني مدينةٌ متوسطةُ الحجمِ غير متطورةٍ وبدائيّة نوعاً ما لكن فيها بعضُ السياراتِ في أرجائها ، وهي مُحاطةٌ بجدرانٍ وتقعُ في مكانٍ ما في وسطِ الصحراء ويوجدُ بجانبها نهرٌ صغيرٌ مشكّلٌ بشكلٍ اصطناعي يشكِّلُ مصدرَ الحياةِ فيها ...

وفي هذا اليومِ توجدُ هناك سوقٌ ضخمةٌ مكتضةٌ بالناس يتمُّ افتتاحُها في هذا اليومِ من الأسبوعِ عادةً .

‏ وفي مكانٍ ما في هذا السوقِ يظهرُ لنا شابٌ يحدِّثُ تاجراً ، ثمَّ تظهرُ فتاةٌ ترتدي رداءاً يُخفي ملامحَها وملابسُها مهترئةٌ وممزّقةٌ بعضَ الشيء وهناكَ حقيبةٌ على ظهرِها تبدو أنها محترقةٌ قليلاً ، وهناكَ الكثيرُ من نظراتِ الناس تجاهَ الفتاة ، وهذه الفتاة هي ريبيكا !

‏ ينظرُ الشابُ إليها فيراها متجهةً صوبَه مباشرةً، تصلُ ريبيكا لعنده ، والشابُ واقفٌ ينتظرُ ما الذي ستقوله له ...

ريبيكا بلغةٍ مختلفةٍ عن السابق : مرحباً.

الشاب : مرحباً.

تنظرُ ريبيكا إليه حيثُ بشرتُه بيضاءٌ نسبيّاً -مثلَها- بالمقارنةِ مع الغالبيةِ سمرِ البشرةِ في الأرجاء ، تفكِّرُ ريبيكا قليلاً ، ثمَّ تسأَله .

ريبيكا : ما هو اسمك ؟

الشابُ مرتابٌ قليلاً : لماذا تسألين ؟

ريبيكا : هل اسمكَ هو رون ؟

الشابُ متفاجئ : صحيح ... كيف عرفتِ ذلك ؟!

ريبيكا : ....

التاجر يشاورُ رون : يبدو أن شعبيتك كبيرةٌ بين الفتيات نظراً لمظهركَ الوسيم ولثروتك ، وهذه الفتاة الفقيرة تبدو جميلةً حقاً ، يجبُ أن تستغلَّ الفرصة !

ينظرُ رون إلى ريبيكا الصامتة وإلى ملامحِ وجهها الجميلة الآسيوية قليلاً وإلى شعرِها الأشعث الفوضوي ، ثمَّ ينظرُ إلى يدِها ...

رون : يا فتاة ، إن يدكِ تنزِف !

لا تهتمُّ ريبيكا بجملتهِ الأخيرة وتجيبه .

ريبيكا : تعجبُني رائِحتُك ، إنّها زكيّة !

رون باستغراب : ش ... شكراً .

ثمَّ فجأةً وخلالَ لحظةٍ يمرُّ ولدٌ يرتدي قناعاً ويُمسكُ حقيبةَ ظهرِ الفتاة ويسحبُها ممزّقاً ذراعَ الحقيبة ، يأخذُها ويهربُ بعيداً !

العملاق المهاجم : فجر إمبر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن