تفتحُ ريبيكا عينيها فتجدُ نفسَها في الفراغِ وأمامها شيءٌ مثل الطاولةِ أو المنصةِ الحجريةِ وفوقَها شكلٌ حجريٌ منقوشٌ عليهِ كلمةٌ كبيرةٌ مضيئةٌ تُقرأُ بلغتِها "هايبيريون" تقرّبُ يدَها منه وتلمسُه فيضيءُ جسمُها كلّه ويستمرُّ بالتألّقِ لمدّة ، وبعدَها تعودُ للحياةِ الواقعيةِ ..
.
.
.
.
._ تقفُ مارثا أمامَ باب المنزلِ ناظرةً إلى العملاقِ القادمِ من بعيدٍ وفجأةً تسقطُ الدلوَ الذي تحملُه عندما ترى الدماءَ التي تتسربُ من بينِ أصابعِ يدهِ المقبوضةِ.
_ تقفُ ريبيكا البشريةُ بجانبِ والدِها النائمِ وتضعُ أصابعَها فوقَ جسدِه فيظهرُ فجأةً برقٌ أصفرُ وتخرجُ جذورٌ غريبةٌ من أطرافِ أصابعِها وتنغرسُ داخلَ جلدِ والدها وتتوزعُ داخلَ جسدهِ لتعالجَه.
_ ريبيكا ووالداها يعانقون بعضَهم ويبكون ...
_ ثم في وقتٍ لاحقٍ يقفُ ثلاثتُهم عندَ قبرِ جيم ويبقون طولَ اليومِ عندَه، يبقون عند القبر ليومين كاملين حداداً عليه، وبعدها يغادرُ نيلز ومارثا مكانَ القبرِ لكن تبقى ريبيكا مستلقيةً بجانبِه ولا تغادرُ وتستمرُّ بالهمسِ: "آسفة، آسفة، آسفة" و في هذا اليوم تنام في مكانِها بدونِ أن تبرحَ مكانَ القبرِ.
في اليومِ التالي تستيقظُ ريبيكا وتجدُ أنه قد تمّت تغطيتُها ببطانيةٍ وتبقى إلى جانبِ القبرِ هذا اليومَ أيضاً، وتمضي الأيامُ ولا تتحركُ ريبيكا من مكانِها ووالداها يستمرانِ بالمجيءِ إليها باستمرارٍ.
.
.
.
.وفي أحدِ الأيامِ يأتي والدُها إليها، يقتربُ منها ويجلسُ بجانبِها ...
نيلز: هي ريبيكا، ألا تظنّينَ أنَّه قد حانَ وقتُ العودةِ للمنزل ؟
ريبيكا : ...
نيلز : كلُّنا قد حزنّنا جميعنا على فقدانِ جيم، لقد خسرنا جزءاً ثميناً من كيانِنا،ووالدتُكِ لم تعد تقوى على السيرِ بعدما حصل، لكن لا يجبُ أن نحمّل أنفسَنا حزناً يفوقُ طاقتَنا، فإنَّ الموتَ هو سنّةُ الحياةِ ويجبُ على هذهِ الحياةِ تواصلَ السيرَ بغضِّ النظرِ عن أي شيء ...
ريبيكا : لا ... لا ... أريد ... ذلك ...
يفكّرُ نيلز قليلاً وتخطرُ ببالهِ فكرةٌ ثمَّ يتحدثُ : ما رأيكِ أن نذهبَ إلى العالمِ الخارجيِّ ! خارجَ هذه الجزيرةِ، حيث يوجد هنالك كلُّ شيءٍ، مأكولاتٌ وبشرٌ كثيرون لمقابلتِهم وأماكنُ رائعةٌ لزيارتِها !
ريبيكا : لا ... أريد ... إت... ركني ... وشأ... ني ...
ينظرُ نيلز إليها بحزنٍ وبخيبةِ أملٍ ثم يتكلمُ : ألا تريدين على الأقلِّ محاولةَ الشرحِ ما الذي حصلَ لجيم في ذلكَ اليومِ ؟
أنت تقرأ
العملاق المهاجم : فجر إمبر
Fantasyفتاة تضيع في غابة وتجد فيها بالصدفةِ كياناً غامضاً عمره أكثر من ألف عام يعطيها القدرةَ على التحوُّلِ لعملاق ممّا سيغيّرُ حياتها إلى الأبد ! في عالمٍ ينقسمُ إلى قسمين علويٌّ وسفلي والعنصريّةُ هي مدعاةٌ للفخرِ فيه ، وفي رحلةٍ دمويّة مبتغاها هو التها...