الفصل العاشر : تحقيق

794 131 639
                                    

أرك المطاردة
الفصل الأوّل من الأرك
عدد الكلمات : 6034 كلمة

تنطلق سيارتان عبرَ طريقٍ في الصحراء ، إحداهما سيّارةٌ حربيّة والأخرى عبارةٌ عن بيك آب -سّارة مكشوفة من الخلف- كبيرةُ الحجم ، في السيّارةِ الحربيّةِ يتواجدُ السّائقُ ورجلٌ مسلّح يجلس بجانبه يتأمّلُ الطبيعةَ الصحراويّة بعيداً وفي الخلفِ رجلٌ يبدو أنّه ذو رتبةٍ عالية ويجري اتصالاً هاتفيّاً والأشخاصُ الثلاثةُ في السيّارة يرتدون الزّي العسكري البورجي الموحد !

الضابط متحدّثاً على الهاتف : أجل ... أجل ... بالطبع -يضحك - ... يجب أن أمرَّ عليك يوماً ما قريباً لكي نتحدث في هذا الأمرِ مطوّلاً ... وبالمناسبة إنَّ مؤونتي من الشاي الهاندوري الذي أعطيتَني إياه قد انتهت منذ أسابيع لذلك لا تنسى أن تخصص لي البعضَ منه .

الجندي الذي يراقبُ الصحراء : ....

الضابط يواصل حديثه : ماذا ؟ أنت لازلتَ تتعاملُ مع ذلك المستورد صحيح ؟ أنا أرى ، أنتوني إياك أن تنسى طلبي ... ماذا ؟ ... لحظة ما الذي تقول ؟ لا يمكنني سماعُك ... أنتوني هل تسمعني ؟ ... أنتوني لا يمكنني فهم ما تقوله ...

يستمر الضابط في محاولةِ التحدُّث لكن في النهاية يفقدُ الأمل ويغلقُ الهاتف .

الضابط : سحقاً إشارة العالمِ السفلي اللعينة ، أيّاً يكن ... كم بقي لنا حتى نصل ؟

السائق : أقلُّ من عشرِ دقائقَ وسنكونُ هناك .

الضابط : هذا جيّد ، مقرُّنا هو الأقربُ لمكانِ الحادث ومع ذلك هو يبعد مسيرةَ ساعاتٍ عن مكان الحادث ... أولائك السفليّون الهمج ؛ لا يتوقفون عن افتعال الصراعات والاقتتال حتّى مع بعضهم كل يوم ، لولا قدومُنا إليهم لكانوا الآن لا زالوا يعيشون في العصورِ المظلمةِ حتماً !

السائق : تماماً سيّدي ، أخشى أنّه إذا بقينا عدة سنواتٍ أخرى في هذه البلاد فسوفَ ننحطُّ لكي نصبحَ همجيين مثلهُم .

الضابط بعد تنهُّد : أحياناً أشعرُ بأن أولئك التطوّريّين المهرّجين لديهم وجهة نظر وأنَّ أصل البشر هو قرودٌ فعلاً .

أثناء ذلك يستمرُّ ذلكَ الجندي في مراقبةِ الصحراء دون الاكتراث لمحادثتهما ، ثمَّ يلمحُ حيواناً صحراوياً غريباً يشبه الضباع يجري في الصحراء ، ثمَّ يبتسمُ وهو ينظرُ إليه ...

.
.
.
.
.
.
.
.

ثم تصلُ السيارتان إلى وجهتهم أخيراً ، ويخرجُ خمسُ أشخاصٍ من السيّارتين وينظرون إلى مكانِ الحادثِ مذهولين حيث أن هناكَ خمسةُ أشجارٍ يابسة كثيرة الفروع في وسطِ الصحراء وحولها سيّارات محطّمة وأغلبُها إما منقلبةٌ على ظهرِها أو محطّمةٌ بشدّة ، يتجوّلُ الخمسةُ في مكانِ الحادث مذهولين ومرعوبين في نفسِ الوقت .

العملاق المهاجم : فجر إمبر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن