الفصل الثاني عشر : حضارة بائدة

683 117 655
                                    

أرك المطاردة
الفصل الثالث من الأرك
عدد الكلمات : 7627 كلمة

في مكانٍ ما في بلدةٍ صغيرةِ المساحة في الصحراء يظهرُ لنا شابٌ يافعٌ يرتدي نظّارات وله شعرٌ أسود طويل قليلاً ويرتدي ملابساً نظيفة ومهندمة على خلافِ المحيط القذر الذي هو فيه ، يمشي عبرَ البلدة حتّى يصلَ إلى مدرسةٍ صغيرة متواضعة بقدرِ تواضعِ هذه البلدة .

يدخلُ الفتى إلى المدرسةِ ثمَّ إلى أحدِ الصّفوف ، ويجدُ فيها حوالي 15 طالباً يبدونُ كالهمجِ بالمقارنةِ معه وهم جالسون عندَ مقاعدِهم أو فوقَها أو يصارعون بعضهم أو يتشاجرون ، يجلسُ الفتى عندَ مقعده بين هذه الضوضاء ويفتحُ أحدَ الكتبِ التي يحملُها ويبدأُ بالقراءة ، يتعرّضُ لبعضِ الدفعاتِ المزعجةِ من الأشخاصِ المتشاجرين حولَه كما يرمي بعضُهم الأوراقَ على رأسِه لكنه يستمرُّ بالقراءة دون اكتراث ، ويستمرُّ على هذا المنوال حتّى يدخلَ رجلٌ أنيقٌ ملتحٍ إلى الصفِّ فيصيرُ الطلّابُ في حالةِ هدوءٍ نسبي .

يغلقُ الشابُ كتابَه وينظرُ بابتسامةٍ واثقةٍ إلى الأستاذ الذي يمسحُ اللّوح ثمَّ يكتبُ على زاويتِه تاريخَ اليوم والذي هو 951/4/17 ثم يلتفتُ إلى الطلّابِ ويبدأُ بالكلام .

الأستاذ : صباح الخير جميعاً ، سوف نكملُ مقرّرَ تاريخِ العالم كما نفعلُ في كلِّ يومِ إثنين، اليوم سوف نبدأُ دراسةَ تاريخِ دولةِ إيزيا الشهيرة ، لكن قبلَ كلِّ شيءٍ سأتأكّدُ من معلوماتكُم فيما يخصُّ أقسامَ المقرّرِ السابقة ، لذلكَ فلنرى أولاٍ التقارير التي أوصيتكم بأن تكتبوها، أتمنّى أن تكونوا قد حضّرتموها بشكلٍ جيّد.

ثم تتعالى أصواتُ تنهّداتٍ وتذمُّرٍ من بين أغلب الطلّابِ باستثناءِ بعضهم الذين كتبوا التقارير ومنهم ذلكَ الشّابُ ذي النظّارات والذي يبدو واثقاً بنفسه كثيراً.

الأستاذ : حسناً فليأتي إذاً أول طالبٍ وليقرأ لنا تقريره.

ثم يخرج أحدُ الطلّاب ويقرأُ تقريرَه كاملاً حتّى ينتهي ويعطيه الأستاذُ رأيَه بالتقرير ثمَّ يأتي الذي يليه ويقرأُ تقريرَه وبعدَها يقرأُ عدّةُ طلّابٍ تقاريرَهم وتكونُ نوعاً ما عاديّة أو نمطيّة ويمكنُ لأيِّ شخصّ كتابتُها إذا بحثَ قليلاً في كتبِ المقرَّر، ثم يأتي دورُ الطالبِ ذي النظّارات ، ويبتسمُ الأستاذ عند قدوم دوره .

الأستاذ : دانييل بايرز، طالبي المبدع، لنرى ما الذي قمتَ بكتابتِه هذه المرّة !

دانييل : حسناً ، لقد جاءتني الفكرةُ منذ عدّةِ أيّامٍ فقط لذلك لم أجد وقتاً من أجلِ كتابةِ تقريرٍ لائق واكتفيتُ برؤوسِ أقلامٍ فقط، لذلكَ سأناقشُ الأمرَ كلاميّاً، إنَّ ما سأتكلّمُ عنه هو نظريةٌ قد توصلتُ إليها !

العملاق المهاجم : فجر إمبر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن