الفصل الخامس عشر : حاكمة

546 98 373
                                    

أرك شعب البداية والنهاية
الفصل الثالث من الأرك
عدد الكلمات : 8299 كلمة

ريبيكا جالسةٌ على مقعدٍ في غرفةٍ فاخرة وتجلسُ مارينا على مقعدٍ آخر قربَها تدخّنُ بواسطةِ عودِ تدخينٍ خاص ، وهناك فتاةٌ تقومُ بخدمةِ الإثنتين .


مارينا : يجبُ أن تكوني عندَ تطلُّعاتِ الجميع ، عليكِ أن تبدي مثل حاكمةٍ حقيقيّة ، ويجبُ أن تظهري بمظهرٍ لائق ، وحوالي أزيلي هذه الملامحَ الباردةَ من وجهك ، تعلّمي أن تبتسمي باستمرار ! -ثمَّ تضعُ يدَها على وجنتي ريبيكا وتجعلُها تبتسم- أرأيتِ ما أجملكِ مع ابتسامة ؟!

ريبيكا : أنا ... سوف أحاول .

مارينا : الحمّامُ سيكونُ جاهزاً بعد قليل ، اعتبريه بدايةً جديدة وتنقيةً لكلِّ ما حصلَ في حياتكِ حتّى الآن ، أنتِ من الآن فصاعداً هي شخصٌ مختلفٌ تماماً ومقدّرٌ لكِ أن تحكمي سندريا يوماً ما ! يا خليفة إمبر !

ريبيكا : هل يمكنني سؤالَكِ مجدداً ... من هي هذه إمبر فأنا لا أظنُّ أنّني قد فهمت أمرها بشكلٍ جيّد .

مارينا -تبتسم- : بالتأكيد ، إمبر هي امرأةٌ طيّبةُ القلب ، عادلة ، ذكيّة ، تفضِّلُ مصلحةَ شعبِها فوقَ كلِّ شيء ، لقد كانت إمبر أحدَ الحاكمين لهذا المكان ، ولقد كانت أفضلَ من حكمَ سندريا وهي من كانت السببَ ببقاءِ الإلديان هنا أحياءَ حتّى هذا الوقت .

ريبيكا : ...

مارينا : لقدَ كان لهذه المرأةِ تاجٌ مميّزٌ خاصٌّ بها ، وبعد أن ماتت تمَّ توارثُه بين حكّامِ سندريا على مرِّ الأجيال ، وكلُّ شخصٍ يحصلُ على التّاجِ والحُكم قد كان يحصلُ على شخصيةِ وصفاتِ إمبر ، ونظنُّ أنَّ روحَها كانت تختارُه لكي تعيشَ في جسدِه ، ولكن فجأةً اختفت روحُ إمبر نهائيّاً وأصبحَ الحكّامُ مجرّدَ أشخاصٍ عاديّين وليسوا حاملين لروحِ إمبر ، لذلك تمَّ تغييرُ نظامِ الحكمِ هنا إلى المستشارين الأربعة إلى أن تعودَ روحُ إمبر يوماً ما ، ولطالما كانت هناك نبوءاتٌ تتحدّثُ عن عودةِ روح إمبر وبعضُ النبوءاتِ كانت تشيرُ إليكِ أنتِ بالذّاتِ أنّكِ هي حاملةُ الرّوح !

ريبيكا : أنا ؟!

مارينا : لقد كانت النبوءات تقولُ بأنّه سوفَ تأتي فتاةٌ لديها قدرةُ الشعبِ القديم ، أي يمكنُها التحوُّلُ لعملاق ، وسوفَ تقومُ بإعادةِ إحياءِ سندريا وهي ستكملُ مسيرةَ إمبر من جديد ! والاختباران اللَّذان قمنا بهما يؤكّدانِ ذلك ، أوّلهما اختبارُ معرفتِك عندما سألناكِ تلكَ الأسئلة ، والثاني هو اختبارُ جلبِكِ للأحجار !

ريبيكا : هل تقصدين أنّه توجدُ هناكَ امرأةٌ تريدُ الاستيلاءَ على جسدي ورغباتي يوماً ما ؟ هذا أمرٌ غريبٌ ومخيف .

مارينا : بل سيكونُ ذلك شرفاً كبيراً لأيِّ شخصٍ بأن يحصلَ هذا له وأنا كنت أتمنّى بشدّة لو أنّني كنتُ مكانكِ لكي أحصلَ على هذا الشّرف لكن يبدو أنَّ القدر قد إختاركِ أنتِ فيجبُ أن تكوني ممتنّة ! في الحقيقة ، ربّما يكونُ قد حصلَ الاستيقاظُ بالفعل واستولت إمبر على جسدكِ منذُ مدّةٍ طويلةٍ جدّاً ، ألا تذكرين أنّكِ قد فقدتِ ذاكرتكِ وتغيّرت شخصيتكِ بشكلٍ مفاجئٍ في أحدِ الأيّام ؟

العملاق المهاجم : فجر إمبر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن