وصلت ماثي إلى الحديقة الصغيرة في إحدى أزقّة روسيا البيضاء ، كانت البركةُ ذات المياه العذبة الرقراقة تتوسط الحديقة وعليها من أصناف الكيور أنواع شتّى، صوت الأطفال وضحكاتهم هو ما أضاف زينةً لتلك البقعة من الجنّة ، جلست على المقعد الملاصق للبركة كما أخبرها جوكسن قائلاً أنه مكانه المفضّل في تلك الحديقة ...
انتظرت مجيئه داعيةً في سرّها أن تخبره كلّ مافي قلبها بلا حرجٍ أو مشقّة ، رأته من بعيد يتقدّم نحوها بطوله الفارع وقامته المشدودة ، ابتسمت بلا إراديّة فملامحه الوسيمة كانت تجذبها باستمرار ولكنّ كبريائها رفضَ الاعتراف بذلك!
أسرع بخطاه نحوها ليفتح ذراعيه ساحباً إياه لتقع في أحضانه ، دسّ رأسه في عنقها تحت نظراتها المصدومة ليردف وهو تحت تخدير عطرها : اشتقت إليك كثيراً سمرائتي الجميلة!
ابتلعت ريقها وهي ما زالت متجمّدة في مكانها ، فصل العناق وهي يتفحّص وجهها بعيناه اللواتي اشتاقتا للتمعّن في تفاصيله ، شعرت بشيئٍ رطبٍ على طول خدّها ، أجل لقد سقطت دمعةٌ تائهةٌ منها جعلتها تعي وأخيراً أنّها تمتلك قلباً أيضاً!
عضّت على شفتها السفلية محاولةً كبح دموعها ولكنها لم تستطع كون قلبها من بات متحكّماً فيهم الآن ، أردف جوكسن بذعر : هل أنتي بخير لماذا تبكين .. هل حدث معكِ أيّ شيئٍ سيّئ ؟!
اومئت بالإيجاب لتردف بنبرةٍ متقّطعة : أنا ..لا أستحقّك!
رفع حاجبه باستغراب ليُجلسها على المقعد هامساً بحنان : اهدئي لا تتفوّهي بالهراء كاثرين!صرخت بصوتٍ وشفاه مرتجفان : أنا لست كاثرين! أنا مجرّد فتاة كاذبة ، موقعي ليس هنا ومهمّتي في هذه البلد ستنتهي قريباً ، لا أريد أن تتعلّق بي جوكسن كوني سأخيّب ظنّك كثيراً !
عقد حاجباه بعدم فهم ليربت على كتفاها وهو يهمس لها : لا بأس بكونك كلّ هذا ، أنا أحبك بكافّة تفاصيلك حتى وإن لم تبادليني مشاعري فقط أريدك أن تبقي بخير!
ازداد انهمار دموعها وعلت شهقاتها لتهمس بتقطع : لقد فزتَ في اختبار الشهر ، أنا واقعة لك تماماً ولكن ... ولكن لا يمكنني ، اسمي ليش كاثرين وحياتي فوضوية وغبية ، ابتعد عني حتى تبقى بخير جوكسن!
رمش عدة مرات وهو يكلّم نفسه بتساؤل مريب : ليس كاثرين!
أكملت وهي تقف : أنا مجرّد فتاة كاذبة ، لا تعترض طريقي وابتعد عنّي ، لن أكون لكَ فمصيري معلّقٌ بأن أبقى سيئة طوال حياتي ، لا تأتِ إلى الشركة ولا تتصل بي!نظرت إليه وجهه المندهش ذو التعابير المقتضبة فارجاً شفتاه لتهمس : أعدك بأنني سأحبّك طوال حياتي البائسة!
لم يسمع جملتها الأخيرة لتتركه عائدة إلى منزلها بينما هو لازال على نفس الوضعيّة .. مندهشاً مصدوماً!
YOU ARE READING
فتاة الشيطان
Actionالحقائق التي كشفت تلك الليلة صادمة للغاية ، لم يتحدّث أحدنا مع الآخر ابداً ولم أخرج من دوّامة اكتئابي بسبب ما حدث بعد ، كم كرهت الساعة التي رغبت بها أن أكون مافيا ، ليتني لم التقِ بكَ يا جايك ابداً ، ليتني لم أصبح فتاةَ الشيطان في أحد الأيام "