"الحقائق التي كشفت تلك الليلة صادمة للغاية ، لم يتحدّث أحدنا مع الآخر ابداً ولم أخرج من دوّامة اكتئابي بسبب ما حدث بعد ، كم كرهت الساعة التي رغبت بها أن أكون مافيا ، ليتني لم التقِ بكَ يا جايك ابداً ، ليتني لم أصبح فتاةَ الشيطان في أحد الأيام "
أغلقت ماري دفتر مذكّراتها وهي تمسح دموعها المنهمرة ، منذ تلك الحادثة التي حدثت من اسبوعين تقريباً وهي لا تفارق منزلها وعزلتها ، لم تتحدث مع أختها أو صديقها أو أيّ أحدٍ آخر ، يحوم دماغها حول فكرة تسيطر عليها وستسعى لتحقيقها للهرب من كلّ هذا!
في ذاتِ المنزل تجلس ماثي متكئةً على سريرها تضمّ ركبتاها إلى صدرها ، منذ ربع ساعة وهي تشاهد زاوية الغرفة بلا حراك شاردةً في ما آلت إليه الأحوال " لمَ لم يحدث ما تمنيته ، لمَ لم أنتقم أو أفرح بانتقامي ، لم الأحداث تسير عكس ما توقعت ، لمَ حياتي أصبحت هكذا " أنهت جملتها بدموعٍ كثيرة شوّشت رؤيتها وجعلتها تعيد التفكير بكلّ ما حدث .
_ يجلس جوكسن ومعه ايما في مكتبهم منشغلين بالأوراق العديدة التي امامهم ، أردفت ايما وهي تعيد جسدها إلى الوراء مغيّرةً طريقة جلوسها :طرأ العديد من الأعمال الهامة في الشركة ، أنتظر اللحظة التي يعودُ فيها جايك إلى العمل ك رئيس لأن الانضباط لا يحدث إلّا بتواجده .
علّق جوكسن وهو يهمل ما بيده من ملفّات : وأنا أيضاً أنتظر عودته ، كم اشتقت إليه هل تحسّنت صحّته قليلاً؟
أجابته بامتعاض : قليلاً جداً ، لا يمكنه أن يتخيل أن مينا وآلبرت هما والدا ماري ، كم كان يتمنى نسيانهما ووضعهما في الماضي حتى جاءت اللعينة أخت ماري وأفسدت كل شيئ !
قلب عينيه وهو يشيح بوجهه عنها لتردف وهي تقلب شفتاها متذكّره : أوه آسفة نسيت أنها كاثرين التي تحبّها لا تحزن مني جوكسن ..أجابها وهو يبتسم بانكسار : أنا لا أحزن منكِ ايما بالإضافة لأن اسمها الحقيقيّ ماثي وليس كاثرين ولا أظن أنّي أحبها الآن ، فهي السبب في تفرقة جايك وماري رغم حبّهما الشديد لبعضهما ، ماثي سيئة!
اومئت ايما لتردف : يجب على ماري أن تعرف الحقيقة ، لا يجب أن تكره جايك دون معرفة سبب فعلته!
""حقيقةً ماذا ""
جاء الصوت عقب فتح باب المكتب ، انتفضت ايما وهي تشاهد صاحب الصوت ، همست همساً مسموعاً ومشاعر دفنية قد توّهجت داخلها : ستيفن أنت هنا!!
ابتسم مقترباً منها وهو يفتح ذراعيه لتترك مكتبها راكضةً نحوه غارقةً في حضنه التي افتقدته .
تلاعب بشعرها وهو يعانقها متحدّثاً بلهفة : يا إلهي ايما اشتقت إليك كثيراً كيف حالك؟
ابتعدت عنه واللؤلؤ في عينها على وشك الانهدار لتجيبه وهي تكبح الدموع عن سقوطها : أنا لست بخير ظننتك ستتركني وتترك العمل لقد افتقدتك كثيراً لمَ لم تأت إلى العمل في الفترة السابقة ولم تجب على اتصالاتي ايضاً لقد خفت أن أخسرك ستيفن!
YOU ARE READING
فتاة الشيطان
Actionالحقائق التي كشفت تلك الليلة صادمة للغاية ، لم يتحدّث أحدنا مع الآخر ابداً ولم أخرج من دوّامة اكتئابي بسبب ما حدث بعد ، كم كرهت الساعة التي رغبت بها أن أكون مافيا ، ليتني لم التقِ بكَ يا جايك ابداً ، ليتني لم أصبح فتاةَ الشيطان في أحد الأيام "