الجزء الثاني الحلقه الثانيه والعشرون
( ما قبل الاخيره) :
*********************************
كان عدي يدور بسيارته بدون وجهه محدده.... ساعه تلي الأخرى وعقله منشغل بتلك التي أوشكت على الجنون... اتجه الي اقرب محطه وقود لان سيارته انتهى ما بها... لم ينتبه حتى الي الرجل الذي يسأله عن مقدارر الوقود الذي يضعه... اخبره بأن يعيبئها بالكامل... كاد يرحل دون أن يدفع لولا الرجل الذي اردف بسرعه وخوف من أن يسرقه : الحساااب استنى
نظر اليه عدي بتوهان فهو لم يحضر اي مال معه وترك محفظته في البيت.... تذكر انه دائما يضع مال في السياره ففتح الدرج المحاور له وسحب عده ورقات واعطاها للرجل الذي اردف : دا كتير اووي
عدي بتوهان : خلي الباقي وادعيلي ربنا يشفي مراتي ويقومها بالسلامه...
غادر عدي بسرعه وترك الرحل بفرحه كبيره وهو يدعوا اليه
وصل عدي الى المنزل حينما انتشر ضوء الصباح حوله بعد فتره قضاها بسيارته في الشارع... دلف الي المنزل فوجد يزن وزين ويوسف وعمر بانتظاره فاردف زين بتنهيده : يبني حرام عليك وترتنا....
عمر بتساؤل : انت كويس؟
عدي بايماء : كويس... هطلع اطمئن عليها
يوسف بسرعه : هي نائمه لسه نايمه...
تنهد بقوه وجلس على الاريكه بتعب وهو يحمل وجهه بين يديه فاردف يوسف بضيق : انت عارف لو فكرت تعمل اللي كنت هتعمله دا تاني انا هعمل اي...
يزن بسرعه : مش وقته ي يوسف... المهم الوقتي نفكر بعقل واللي في بطها...
زين بحزن : مفيش ضمان باللي في بطنها بعد اللي قالته الدكتوره امبارح مينفعش تكمل فعلا
عمر بتساؤل : هتعمل ايه يا عدي
عدي بتعب : مش عارف اعمل ايه ولا بايدي ايه.... ان اصريت تعمل اجهاض هتكرهني وهتدمر بالمعنى الحرفي... ولو كملت فأنا كدا بديها فرصه تعيش ايام معدوده... خمس شهور لا اكتر ولا أقل...
زين بتساؤل : انتي اي المهم عندك؟ هي اكيد... يبقى متترددش ثانيه انك تنهي الحمل داا...
يوسف بزهول : انتو بتقولوا إي... انتم كدا هتقتلوا روحين... حرام اصلاا حاجه زي دي دي في الرابع وهتبدا في الخامس اهي
يزن بهدوء : مش حرام في حالتها دي ي يوسف.... صحتها هتدمر يوم بعد يوم...
انتصب عدي واقفاا حينما استمع الي صوت بكاء ضعيف بالأعلى... صعد اليها بسرعه كانت تبكي بقوه وهي تتنفس بصعوبه فاردف عدي بسرعه : اهدي انا معاكي اهدي...
دفعته بعيدااا عنها بخوف واردفت : ابعد عني متقربش... متقربش هتقتلهم.....
عدي بسرعه : متخفيش اهدي هما كويسين... مش احنا اتفقنا اننا هنكمل...
وضعت يدها على بطنها واردفت بتساؤل : يعني كويسين؟
اوما لها عدي وضمها اليه بقوه فاردفت هي بتعب : بعدت عني ليه مش قلتلي مبعرفش انام وانتي مش في حضني...
أبتسم بتعب واردف : منمش اصلاا... مش عارف انام برا اوضتنا...
جني بسرعه : طب يلاا نروح بسرعه.. عايزه ارجع بيتي...
عدي بابتسامه : قومي تعالي البسي طرحتك عشان نمشي
قامت معه ويساعدها على ارتداء ملابسها وهبطاا معاا... احتضنها يوسف واردف : ممكن متعنديش في صحتك بالذات...
جني بابتسامه : متقلقش انا كويسه
عمر بسرعه : طب خليكي هنا علشان ان تعبتي وعدي مش موجود يبقى حد معاكي...
جني بنفي : هكون مرتاحه هناك اكتر...
أخذها عدي وعادوا الي منزلهم وسط حزن الجميع عليهم... بدلت ملابسها بسماعدته وغفت سريعاا... وبعد فتره قامت وهي تتقيئ وارتفعت درجه حرارتها للغايه وطلب اليها دواء ومحاليل....
أخبر يوسف والديه وحزناا للغايه وبكت هبه كثيرا على ابنتها... أخذها يوسف اليها مع والدها وفتح لهم عدي فاردفت هبه بتساؤل ودموع : جنى فين يعدي؟ عدي كويسه؟
عدي بتعب : هي نايمه اتفضلوا....
دلفوا الي الداخل فاردف محمد بتساؤل : هي اي الحكايه في اي؟ هي كويسه؟
تنهد بتعب واردفت : مش هقولك كويسه هي بتموت...هي فوق اطلعي اطمني عليها لو حابه...
صعدت هبه اليها بخوف كبير اما عدي فحمل وجهه بين يديه وجلس فاردف محمد بتساؤل : انت همك اللي ف بطنها؟
عدي بزهول : اللي في بطنها؟؟ انا كرهت اللي في بطنها دول لانهم سبب تعبها ده.... كرهتهم لان لو راحت مني يبقى بسببهم... كرهتك لدرجه اني امنيتي اني اشوفهم اتبخرت وبتمنى...
قاطعه يوسف بتعب : بس ي عدي مينفعش كداا...
عدي بتعب : المفروض اعمل اي... بتروح مني وانا مش قادر اعمل لها حاجه لو فكرت حتى اعمل كدا غصب عنها هتزعل ومش هتقبلني تاني... بس انا مش مستعد لخسارتها ابداا محمد بحزن : اتكل على الله واعمل اللي يصح لها
نظر اليه يوسف بزهول واردف : بابا انت بتقولي اي
محمد بحزن : مفيش حل تاني... مستحيل اقدر اشوفها وهي بتموت قدامي.... غصب عنها او برضاها ي عدي... هي دلوقتي تحت سيطره عاطفتها لا اكتر واا اقل...
عدي بتساؤل : تفتكر هتسامحني؟
محمد بنفي : مش سهل بس هتسامحك مع الوقت...
علاا رنين هاتفه فوجده عمر الذي اردف بتساؤل : أخبارها اي الوقتي؟
عدي بتعب : بتسوء عن الاول
عدي بحزن : صدقني هتعدي وهتبقى كويسه اووي كمان
عدي بتذكر : عمر معلش ممكن تبعتلي ام فتحي او سناء من البيت هناك... لان هحتاج حد معايا هنا وهي مش هتقدر تتحرك...
عمر بايماء : كنت متصل أسألك اصلاا اجيبلك حد ولا لا
عدي بنفي : لاا واحده منهم دول معانا من زمان... انت عارف مبحبش حد غريب في البيت
عمر بايماء : حاضر نص ساعه وهكون عندك...
اغلق الهاتف وصمت حل عليهم فاردف محمد بشفقه : انت باين عليك تعبان ومنمتش
عدي بتعب : مش قادر انام وهي كداا... بتتعب كتير ولو نمت ممكن تصحى وانا نايم وتكون تعبانه لمترضاش تصحيني....
يوسف بحزن : ماما معاها قوم ريح شويه...
عدي باصرار : لازم نعمل العمليه مش هخاطر لثانيه كمان من حياتها...
محمد بحزن : مش هتوافق تروح المستشفى
عدي بتفكير : ممكن اعملها العمليه هناا...
يوسف برجاء : استنى لما تهدي شويه...
عدي بايماء : لازم نستنى اصلاا لما تفوق شويه
وبعد فتره وصل عمر مع ام فتحي التي حزنت للغايه من اجل عدي الذي اعتبرته مثل إبنها
هبطت هبه الي الاسفل والدموع على وجهها فاردف محمد بتساؤل : صحيت؟
هيه بايماء : صحيت ونامت
عدي بهدوء : خليكوا هنا النهارده يمكن تتحسن شويه
يوسف بتاييد : ايوا ي ماما خليكوا النهارده
وبالفعل قضوا معها اليوم وغادر يوسف واردف عدي بهدوء : اوضتكم جاهزه ي عمي وانا هخلي ام فتحي تجهزلكم اكل...
محمد بنفي : مش عايزين اكل ولا غيره...
جلس بجوارها علي الكرسي وهبه على الاريكه المقابله لها... رغما عنها غفت من كثره بكائها على ابنتها... ظل بجانبها كثيرا .. توضأ وصلي وجلس بجانبها يقرأ لها قرءان حتى أشرقت الشمس ووجدت والدتها وعدي بجانبها... أصرت على الخروج من الغرفه وعاونها عدي على الهبوط لفتره قليله وبعدها اعادها الى غرفتها مره اخرى وغفت من جديد... تنهد بقوه وخرج من الغرفه للأسف... امسك هاتفه وهاتف يزن الذي اردف بلهفه : محتاج حاجه؟
عدي بهدوء : عايز كل حاجه هستخدمها في الإجهاض...
يزن بزهول : اوعي ي عدي جنى مش هستامحك ابداا
عدي بضيق : مش مهم.... المهم عندي ميحصلهاش حاجه.... حتي لو حبنا ضحيه... ابعتلي كل حاجه قبل ما تصحى
يزن بايماء : حاضر انا ربع ساعه وهكون عندك
اغلق معه والتفت إليهم واردف : مهما حصل ومهما زعقت وصوتت محدش يطلع...
هبه بدموع : انت مش هتاذيها صح؟
عدي بحزن : ااذيها ازاي بس... بنتك اللي عنيده ومسبتليش اي حل حد
يوسف برجاء : امانه عليك بلاش تربطها...
عدي بتعب : هشوف هخدرها ازاي الأول...
صعد الي الغرفه قبل اي كلمه منهم وترك هبه ونوو يبكون بقوه... بينما عدي تنهد بقوه واردف بحزن : انا اسف بس مفيش قدامي غير كدا...
اخرج الاصفاد من الكومود بجانبه وسحب ذراعها الي مقدمه السرير وقيد يديها الاثنتين..... كما أنه قيد كل شبر في جسدها بالكامل... فتحت عيناها بانزعاج وزهلت حينما وجدت نفسها مقيده فاردفت بزهول : انت بتعمل اي
عدي بحزن : انتي مسبتيليش اي طريقه تانيه... قولتلك وهقولك تاني مش هقدر اشوفك بتموتي قدامي واسكت حتى لو التمن حبنا...
جني بخوف : احنا اتفقنا امبارح وقلت هتعمل اللي انا عيزاه رجعت في كلامك ليه... انا هكون كويسه والله وهتشوف...
عدي بنفي : لا مش هتكوني كويسه انتي بتموتني بالبطيئ...
علاا رنين هاتفه واردف يزن : جبت كل حاجه اعمل اي...
عدي بهدوء : حطهم قدام الباب وانزل...
يزن بضيق : ي عدي فك...
قاطعه عدي بتنبيه : وتنزل ي يزن ومحدش يتكلم...
اغلق معه والتفت الي جنى التي اردفت بدموع : علشان خاطري ي عدي بلاااش تعمل كدا
عدي بحزن شديد : انا اسف بس صدقيني مش هقدر اخاطر اكتر من كدا...
فتح الباب واخذ ما وضعه يزن أمام الباب تحت صرخاتها التي كانت تقتلهم بالأسفل فاردفت نور بدموع : حرام ي يوسف اتصرف
يوسف بحزن : مينفعش ابداا ده الصح... لولا عنادها كان زمانها في المستشفى
يزن بضيق : مش عارف انتو ازاي وفقتوه.... جنى لا يمكن تسامحه لو عمل كداا
محمد بحزن : عايزني اعمل اي وهي كدا...
اما عند عدي فاخرج كل ما يحتاجه وسط صرخاتها ودموعها التي لم تتوقف واردفت بدموع : عشان خاطري متعملش كدا
سحب ابره تخدير وجلس امامها وفك قيد إحدى يديها واردف بحزن شديد : مش هينفع صدقيني.... مش هقدر اكمل من غيرك ابدا لو حصلك حاجه...
كانت تحاول ان تسحب يديها وتتحرك بقوه فاردفت بدموع وصراخ : لا مش هتعمل كداا ي عدي.... ماااامااااا
عدي بغضب : اثبتي بقاا وبطل عذاب فينا احنا الاتنين...
جني بغضب : مش هسمحلك تعمل حاجه...
عدي بحزن : للأسف هعمل كدا... انتي مسبتيليش اي اختيار تاني... ف تتحملي نتيجه عنادك...
كان يقيد كل شبر منها لدرجه انها كانت كالصنم... لا تعلم ماذا تفعل ومقاومتها بدات تقل فارتفت بدموع : لا يمكن اسامحك ابدا يا عدي والله... لو عملت ايه مش هسامحك ابدا....
عدي بحزن وهو يسحب غطاء الابره وهو يستعد لحقنها : مش ضروري عندي اهم حاجه انك تكوني معايا...
كاد ان يضعها بيدها ولكنها اردفت بدموع : مش هكون معاك... مش هكمل معاك ولا ثانيه واحده... وعمرك مهتشوفني ثاني ابدا لو عملت ايه وهكرهك على قد ما حبيتك يا عدي الله....
القى الابره من يده بغضب والقى جميع ما امامه واردف بعصبيه شديده : انتي ليه بتعجزيني بالشكل دا... انتي متخيله انه سهل عليا اني اعمل فيكي كدا... انتي من امتى انانيه بالشكل دا... ليه مش قادره تحسي باللي انا حاسس بيه وانا شايفك قدامي بالمنظر ده... انا بموت في كل ثانيه انت فيها كده.... هتضيعي نفسك وهتضيعيهم وتضيعيني معاكي... هتضيعي اربعه بغبائك... على الاقل انقذي اتنين... للدرجه دي مش قادره تفكري باللي انا حاسس بيه... قلتلك مش عايز زفت... مش عايز... متخيله اني هقبلهم لو حصلك حاجه... انا كرهتهم اصلاا من قبل ما اشوفهم بسبب تعبك دا..
جني بتعب : هتقبلهم... لأنهم اولادك..... مش هتقدر تسيبهم
عدي بغضب : مش هقبلهم هيخدوكي مني... حياتك قصاد احتمال ضعيف لحياتهم.... اول مره احس بالعجز كدا قدامك انا مش قادر اعمل حاجه وانت مصممه تاذيني معاكي
جني بضعف : وانا مش هسمحلك تعمل حاجه...
فك قيد جسدها بالكامل واردف بتوعد : براحتك ي جني بس انتي مش هتشوفيني في البت دا تاني الا لو تراجعتي عن اللي في دماغك...
كاد لن يغادر ولكنها تعلقت بذراعه واردفت بدموع : مش هتسبني في اكتر فتره محتاجاك فيهاا...
نفض يدها بعيداا عنه واردف بغضب : اقسملك بالله مدخلك بيت تاني غير لما تبقى ترجعي عن اللي في دماغك...
تركها وغادر واغلق الباب خلفه بعنف وغادر من المنزل باكمله... نظر اليه يزن بحزن وتبعه ولكن طلب منه عدي ان يبقى بمفرده... بينما هي كانت تبكي بقوه بين يدي والدتها التي ضمتها بحزن
جني بدموع : مش هيرجع ثاني يا ماما
هبه بحزن : هيرجع يا حبيبتي شويه ويهدي بس وهيرجع
مر الوقت وهي في حاله انهيار تام... حاولت محادثته ولكن كان يرفض المكالمه الى ان اغلق الهاتف.... لم يعد في هذا اليوم وظلت في انتظار كثيرا... يوم يلي الاسبوع يلي شهر شهرين ثلاثه وهي في حاله تدهور تام لم يعد للمنزل لمده اربعه اشهر اخذتهم هي في بكاء و عذاب وتعب... معها والدتها التي لم تتركها وطلبت منها ان تعود معها ولكن جنى رفضت رفض قاطع على امل ان يعود عدي من جديد وبدات صحتها تتدهور يوماا بعد يوم
أنت تقرأ
سـأكــــون ( مكتمله بقلم ملك الكفراوي)
Romansaكانت ستبكي... فتذكرت انها انثي... فتغيرت اللعبه..!،