الفَصلُ الأوَل: إنفِصَال

593 40 90
                                    





قَال ويليام شِكسبير ذَات مَرة:

" لحظَات الحُب هي اللَحظات التي تَخلُد في أذهانِنا وتَحمل كُل معاني السعادة،
فَلا تَندم علىٰ لَحظة حُب عِشتها حَتىٰ لو صَارت تؤلمكَ

فإذا كانت الزَهرة قَد جَفت وضَاع عَبيرُها ولَم يَبقىٰ مِنها غير الأشواك فلا تَنسِ بأنها مَنحتكَ يومًا عطرًا جميلًا أسعدكَ "

ظَللتُ طوال حياتى أؤمِن بِأقوال شِكسبير وخاصةً هذه المَقولة حيثُ كانت مَصدر إلهامي.

ولكنني لم أؤمِن بـمَقولة
"بالنار يُختبَر الذَهَب، وبالذَهَب تُختَبَر المرأة وبالمرأة يُختبَر الرجُل"
بل وكُنت أسخر منها أيضًا،
فها أنا الأن أؤمن بِها وأنا أرىٰ حياتي الزوجية تَنتهي بسبب امرأة.

جالِسة بِقاعة المَحكمة علىٰ مِقعد خَشبي وبِجانبي المُحامي الخاص بي نَنتظر مَجئ زَوجي العزيز لِنُتَمم إجراءات الطَلاق التي بدأناها مُنذ شهرين مِن الأن.

زوجي الذي حاربتُ العالم بأكملُه وأولهم عائلتي كي يَكون مِلكي.

« چولييت أأنتِ مُتأكدة مِن قراركِ؟ »
كان هذا صَوت چوني، المُحامي الخاص بي.

چوني ليس مُجرد مُحامي بل مِن أقرب أصدقائي أيضًا، قد مَررنا بأشياء عَديدة معًا مُنذ بداية مَعرفتي بِزوجي، وهو أكثَر العالمين بِطَبيعة العلاقة بيني وبينه.

أخذتُ نفسًا عميقًا لأُزيف أبتسامتي، حتىٰ وإن كُنت أمُر بأصعب لحظة في حياتي سأبتسم لها وأنا أُودعها.

« لا تَقلق يا چوني ، أنا أعلم ما الذي أفعله »
تَحدثت بِثبات بينما أرتدي نظاراتي الطبية، وهو أكتفى بالصمت.

يَصعُب عليهِ أن يُرافِع بِقضية طلاق صَديقيهِ، كما يَصعُب علىّٰ التَخلي عَن أحَب شَخصٍ لِقَلبي.

ولكنني ضِقتُ ذِرعًا ، هو لَم يَعُد كما كان
لَم يَعُد الشَخص الذي بِسببه عَلمتُ مَعني الحُب
لقد تَغير كثيرًا
تَغير لدرجة أنني لم أعُد أعرف مَن هو.

طوال فترة زواجِنا الأخيرة كُنت أنا من تَحمل مسؤولية بيتَنا
وفي المُقابل لم يُعطيني ذرة أهتمام مِما أستحقها.

أصبح انانيًا، وهو لَم يُحب تِلك الصفة.
أصبح مُهملًا، وهو لَم يَهوى الإهمال.
أصبح سيئًا، وهو لَم يكُن يومًا.

THE LOST ARTحيث تعيش القصص. اكتشف الآن