الفَصلُ السَادِس عَشَر: رِزقٌ

69 19 48
                                    


♬ تجاهلوا أي أخطاء أملائية..

_____






« وماذا بَعد؟ »

صدرَ صوت آديت مُتحشرجًا بعدما جففت دموعِها بكفيّها الصغيريّن.

كُنت أقوم بِتمشيط خُصيلاتِها التي إزداد طولها العديد من السنتيمترات القليلة والتي ورثت لونهم البُني مني.

عيناي كانت تتآملها عبر المِرآه أمامنا وبجانبنا يَقف هيتشان عاقِدًا ذراعيهِ مُستندًا بِجذعه ضد جِدار الباب.

« لم تتوقف عن البُكاء والنحيب لِأسبوع كامل »

أجابها هيتشان بِدرامية ساخِرة حيثُ حَثتني علىٰ القهقهة.

هذا الرَجُل كلما فتحَ فمه للتحدُث يجعل الأمور أما مُضحكة أما دِرامية بِشكل مُبالغ فيه، ولاسيما عندما يتحدث بِنبرته الساخِرة تِلك.

وسعت آديت عينيها الصغيرتيّنِ بِتفاجؤ جعل أيسرها يُسرع ضرباتهِ أكثر وعلى الفور أستقامت فوق الفِراش بعدما كانت تجلس أمامي.

آديت لم تعتاد رؤيتي أبكي، ولم تعتاد سماع صوت بُكائي أو سماع أحدهم يحكي عن مرة بكيتُ فيها، لم ترىٰ أبدًا هذا الجانب الضعيف ولم أرِد إظهاره لها.

أنا والدتها بِالنهاية، هي تستمد قوتها وثِقتها بذاتها مني، وإن رأتني بهذا الحال ستفقد هذه القوة والثقة وستهتز شخصيتها.

وأنا لن أسمح بهذا مهما كلفني الثمن، علىٰ فتاتي أن تَنضج وتَكبُر بأحسن حال سواء كان جسديًا أو نفسيًا، هذا هو واجبي.

« يا إلهي وماذا فعلتَ أنتَ؟ »

صدر صوتها هلعًا رافِعه عيناها بأمل نحوه، لرُبما خال عقلها أن هيتشان فعل شيئًا ليُصلح الأمر.

لا تدري حقيقة الأمر.

نظرت لي مُستغربه عندما وجدتني أُقهقه وأُعيدها للجلوس ولكن هذه المرة بِداخل عِناقي.

« كان يَبكي وينتحب معي كونه لن يرىٰ خالتكِ إيلي لحتىٰ إنتهاء عطلتَه »

أخبرتها بِما حدثَ وقهقهاتي تتزايد تدريجيًا مع ملامحها البلهاء، لا شك أنه خاب أملها.

والأخر وضع كفيه فوق وجهه ليخفي الإحراج الذي هجم فوق معالِمه.

أسندت آديت ظهرها ضد صدري ورأسها فوق كتفي حيثُ وجهت إهتمامها نحو هيتشان الأن بعدما أنتهيتُ مِن تمشيط خُصيلاتها وتَشكيلَهُ بهيئة كعكتين مَرفوعتين للأعلىٰ.

THE LOST ARTحيث تعيش القصص. اكتشف الآن