الفَصل السَابِع عَشَر: عيدُ المَولِد الثَامِن

124 16 42
                                    

♬ تجاهلوا أي أخطاء أملائية..

_____





« أبي! »

صدر صوت آديت صاخِبًا مُملتِئًا بِالسعادة، وسُرعان ما تلاشت بَسمتي عندما ألتفتُ حيثُما ركضَت.

لقد أتىٰ.

بِذات هيئته الرجولية، بِذات عِطرَه الذي توغل بِالأرجاء سالكًا طريقه لِرئتاي، بِذات حُسنه وجماله الذي جعل قلبي يُنافس أمواج البِحار بِديسمبر، بِذات تصفيفه شعره العلوية التي يفعلها بِالمُناسبات المُهمة.

بِذات بسمته التي لا أعشق مِثلها، بِذات نظراته الدافئة يُناظر فتاته وهو يلتفت ويَدور بها رافعًا جسدها للأعلىٰ وصوت ضحكاتهما ملئت المكان، بِذات حنينه وطيبته وأسلوبه الساحِر الذي يجعلني أنسىٰ ذاتي بِكُل مرة ألقاه.

وللحظة إجتاحتني رغبة قوية بِالبُكاء، رؤيتي لِعناقهما وسعادتهما جعلتني أشعُر بالسوء الشديد، جعلتني أتأكد بِكم أنا قاسية لكي أُبعد الفتاة عن والدها.

لقد بدت مُتوهجة أكثر من نجوم سماء بهذا اليوم، بدت وكأنها ليست علىٰ الأرض بل بالأعلىٰ حيثُ القمر، وكأنها تُحلق بِفضاء واسِع لا يوجد فيه سواها والسعادة تؤنسها.

ورغمًا عني سقطت بِضع قطرات من عيناي تأكدتُ من مسحهم بسرعة لئلا يُلاحظهم أحد، رغمًا عني أنفطر قلبي لرؤية هذا المشهد.

كم وددتُ أن نظل أُسرة واحدة!
كم أبتغيتُ ألا يُفرقنا سوىٰ الموت!

ولكن ليسَ دائمًا بأستِطَاعتِنا الحصول علىٰ ما نتمناه.

نظر مارك تجاهي عن طريق الخطأ، ثم أعاد نظره لي مُجددًا عندما تدارك أن عيناه وقعت فوقي، ملامحه لانت قليلًا.. لرُبما شعرَ بِما أشعُر به.. لرُبما شعر بِالإشتياق لِما كُنا عليه يومًا.

لرُبما لستُ وحدي من تتآلم، لطالما تآلمتُ في هذه العلاقة مُنذ بدايتها، لرُبما حان الأن دوره بالحصول علىٰ القليل مِما عانيتَهُ، القليل فقط.

بِتردُدٌ أرتفعت أطراف شفتيه مُشكلًا بسمة خفيفة، وبِرفقتها إزداد الإعصار بِداخلي بِتحطيم كُل شيء بِقلبي، ما أردتُ شيء سوىٰ ترك كُل شيء خلفي والذهاب لعناقه.

الشيء الوحيد الذي أتمكن فيه من البوح بِكُل ما أشعُر به والبُكاء كما شئت، ولكن فات الأوان لهذا، سيكون من الغباء فِعل هذا، أجل أُحبه ولن يتوقف أيسري عن النبض بأسمه لأخر نفس لي، ولكنني لديّ كرامة، ولم أنسىٰ أنه مُجرد خائِن.

THE LOST ARTحيث تعيش القصص. اكتشف الآن