...
ضجيج عمَ المكان و أصوات قهقهات الأطفال المرتفعة جابت الأرجاء و عادت لتُطفي على المكان رونقاً بهيجاً..
في العُلية حيث إحتشد الصغار حولها ،جلست بثوبها الأزرق بقلة حيلة و تنهد لتُبعد غرتها بإستئناف.
" هيا "
تزامناً مع خروج نبرتها الرقيقة التي تبدو مفزوعة نوعاً ما حتى إلتف حولها جلهم صعد على ظهرها و منهم من بات يشدُ خصلاتها المسكينة بالفعل!معالمها مالت للبُكاء و صبرها بدأ ينفذُ مع عرق الصوص هؤلاء..صغار بقلوب بلا رحمة.
الا أن نداء والدتها كان مُنقذها الوحيد ،أبعدتهم بحذر و جمعتهم بإصتفاف مُرتب لينزلوا قبلاً بينما تراقبهم بحذر مع تفاقم شعورها بالضجر و الندم في كُل دقيقة..
جلست أمام الطاولة بهدوء بعد أن إتضح أن نداء والدتها لم يكن الا للفطور ،إبتسمت لعمتها بتزييف تماماً كما تفعل المعنية..
و كذلك ابنة العمة..
حسناً الطاولة بأكملها تعجُ بالإبتسامات الزائفة المُتبادلة!
الصغار قد وجدوا بالفعل أمكان للجلوس بجانب والداتهم.
ليس سوى تجمهر عائلي مُمل و مليء بالنظرات الساخرة المُضمرة بضحكات و إبتسامات تثيرُ الغثيان..
" آسف تأخرت "
صدرت تلك الجُملة من صوت رجولي عميق آتى لاهثاً و لم يلبث كثيراً حتى وجد موضعاً بجانب روي." ليس من اللائق التأخر في التجمعات العائلية ويلونغ ؤلازلت صهراً حديثاً و مع ذلك ترتكب هذا الخطأ الفادح؟ "
نبست العمة بسُخرية و عينين مُملوئتين بالغيرة.فأجابت روي بإبتسامة مُتكلفة.
" أعتذر عمتي لقد كان مُتعباً للغاية ،ويلونغ بالكاد يجد الوقت للحضور "ويلونغ إبتسم بتوتر و شابك يديه خفيتاً مع يدي روي لتهدأة الوضع قليلاً ،مع تحركاته العابثة تحركت خصلاته المُرتبة و إتضحت تقاسيمه الوسيمة أكثر فأكثر..حتى إبتسامتهُ اللامبالية بدت جميلة للغاية.
فرد.
" أنا آسف لن أكرر ذلك "همس قاصداً روي هذه المرة.
" لم أجدها شين سيغضب صحيح؟ "روي كتمتْ قهقاتها من نبرة ويلونغ المثخنة بالخوف و القلق ..فشين يعد حقاً كابوس ويلونغ الحي!
و على ذكره آتى راكضاً يجر خلفه دُمية دب كبيرة و كان في صدد الجلوس مع شقيقته الكبرى و المُفضلة*روي* الا أنه وجد مكانه مُحتلاً من جديد من قبل وسيم طويل عريض المناكب!
أنت تقرأ
اكسير الحُب
Romanceما الهربُ منكِ الا عودةٌ إليك. يُقال أن الحُب فواح ،و العشق طوقٌ لامع.. حين يفُوح الحُب..